الذكاء الاصطناعي في مجال الطب: ثورة تكنولوجية أم خطر مستقبلي
في السنوات الأخيرة، شهد مجال الطب تقدمًا هائلاً بفضل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. هذه الطفرة التكنولوجية تمكنت من تغيير وجه الطب بشكل كبير، حيث أصبحت الخوارزميات قادرة على تحليل صور الأشعة الطبية بدقة عالية، وتحديد علامات الأمراض المزمنة بشكل دقيق.
خوارزميات تكشف المستور
تم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل صور الرئة لاكتشاف سرطان الرئة في مراحله الأولى بنسبة دقة تفوق 90 بالمئة. كما ظهرت خوارزميات قادرة على التنبؤ باحتمالية الإصابة بأمراض القلب عبر تحليل صور شبكية العين، أو الكشف المبكر عن الزهايمر من خلال دراسة أنماط الكلام وحركات الوجه.
تجارب مصرية واعدة
في مصر، بدأت بعض المستشفيات في تطبيق مشاريع تجريبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة المقطعية للكبد. وقد ساعدت هذه الخوارزميات في اكتشاف أورام صغيرة كان من الصعب ملاحظتها بالعين البشرية، كما وفّرت وقتًا كبيرًا في مراجعة مئات الصور التي يتعامل معها الطبيب يوميًا.
رأي خبير تكنولوجيا
يشير الخبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيالًا، بل هو نتاج توافر بيانات ضخمة وتطور قدرات الحوسبة. ومع ذلك، يُشدد على أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية ضمان أن تكون هذه البيانات ممثلة لجميع الفئات، حتى لا يؤدي الانحياز في البيانات إلى قرارات طبية خاطئة.
صناعة مستقبلية بمليارات
تُشير التقارير العالمية إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي الطبي يتجاوز حجمه 180 مليار دولار بحلول 2030. وهذا يعني أن الدول التي تستثمر مبكرًا في هذه الصناعة ستجني عوائد اقتصادية ضخمة، إلى جانب الفوائد الصحية المباشرة.
المستقبل.. تكامل لا إقصاء
المؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الأطباء في المستقبل القريب، بل سيعمل إلى جانبهم كأداة مساعدة تعزز دقة التشخيص وتوفر الوقت. والتحدي الحقيقي يكمن في كيفية دمج هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول ومتوازن يضمن الاستفادة من قدراتها الهائلة، مع الحفاظ على دور الإنسان كصانع القرار النهائي.

