مقدمة
في محاولة لفهم التحديات التي يواجهها العالم العربي في نهضته وتقدمه، يصبح من الضروري استكشاف العوامل التي تكبّل العقل العربي وتحول دون إطلاقه في سبيل التطور والإبداع. يأتي كتاب "العقل المحاصر" للبروفيسور مروان دويري كمحاولة جريئة للتصدي لهذه التحديات وفهم أبعادها التاريخية والثقافية.
العقل المحاصر: فهم القيود التاريخية
يُظهر دويري كيف أن الأنماط الفكرية التاريخية والثقافية قد ترسخت في العقل العربي، مما يؤثر سلبًا على قدرته على التطور والتحول. يُرجع دويري الأسباب إلى التأثيرات التاريخية والاجتماعية التي شكّلت مفاهيمنا وأفكارنا حول العالم والتحول الاجتماعي. من خلال استكشاف هذه الأبعاد، يُظهر دويري كيف أن هذه القيود الفكرية تحول دون khảية المجتمع العربي للاستفادة من الفرص والتحديات الحديثة.
التحرر من القيود الفكرية
لكي يتحرر العقل العربي من القيود التي تحد من تقدمه، يُشدد دويري على أهمية إعادة تقييم المفاهيم الثقافية والتاريخية التي تحكم تفكيرنا. يُدعو إلى تحول جذري في كيفية التفكير والتفاعل مع العالم الحديث، مع التركيز على القيم التي تقوم على العلم والتحول المستمر. يشير دوieri إلى أن هذا التحول يتطلب جهودًا جماعية من الأفراد والمجتمعات للخروج من دائرة القيود الفكرية التي تحد من إمكاناتنا.
تجديد المجتمع
يتحدث دويري عن أهمية تجديد المجتمع من خلال إعادة تقييم القيم والمفاهيم الثقافية. يُشدد على دور التعليم والثقافة في تشكيل عقلية متفتحة ومستعدة للتغيير والتحول. يُظهر كيف أن تعزيز القيم العلمية والفكرية يمكن أن يساهم في إطلاق العقل العربي وتحفيزه على الابتكار والإبداع.
خلاصة القول
من خلال كتاب "العقل المحاصر"، يقدم دويري رؤية شاملة حول التحديات التي يواجهها العقل العربي والسبل الممكنة للتحرر من القيود الفكرية. يُشدد على أهمية التفكير النقدي والتحول الثقافي كوسيلة لتحقيق النهضة والتقدّم في المجتمع العربي. يُشير دويري إلى أن التغيير يبدأ من داخلنا، وأن بإمكاننا تحويل التحديات إلى فرص من خلال إعادة تقييم أنماط تفكيرنا وتعزيز قيم العلم والتحول المستمر.

