تعزيز التعاون في مكافحة المخدرات بين إيران والعراق
التحديات المشتركة
أكد حسين ذوالفقاري، الممثل الرئاسي والأمين العام لهيئة مكافحة المخدرات في إيران، على ضرورة تعزيز التعاون بين إيران والعراق في مكافحة المخدرات. خلال زيارته للعراق والمشاركة في الاجتماع الثاني للجنة المشتركة لمكافحة المخدرات بين البلدين، أشار إلى أن آفة المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود تشكل تحديًا أمنيًا واجتماعيًا كبيرًا في العصر الحالي.
التهديدات المشتركة
أوضح ذوالفقاري أن الظاهرة المشؤومة للمخدرات استهدفت الأمن القومي، وصحة المجتمع، وخاصة الشباب، والاستقرار الاقتصادي لبلديهما. لفت إلى أن الجغرافيا المشتركة بين البلدين، التي يُفترض أن تكون مصدرًا للازدهار والتنمية، تُستغل للأسف من قبل المتاجرين الدوليين كطريق عبور.
التعاون والمعلومات
أكد على أن تبادل المعلومات والخبرات القيّمة قد مهّد الطريق لاتخاذ تدابير عملية فعّالة خلال الأشهر الماضية. ومع ذلك، شدد على أن العدو المشترك متطور ومسلح بتقنيات حديثة، لذلك يجب ألا تثنينا النجاحات الأولية عن يقظتنا وعزمنا على مواجهة الأبعاد الأوسع لهذا التهديد.
وحدة عمليات حدودية مشتركة
اقترح ذوالفقاري رفع مستوى التعاون الاستخباراتي والعملياتي إلى المستوى الاستراتيجي، واقترح إنشاء "وحدة/مركز عمليات حدودية مشتركة" بحضور ضباط اتصال من البلدين. هذا سيسمح بتبادل المعلومات في الوقت الفعلي وتنسيق العمليات المشتركة بسرعة ودقة أكبر.
بناء القدرات والتدريب المشترك
اعتبر بناء القدرات والتدريب المشترك بين البلدين أمرًا بالغ الأهمية. أكد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لعقد دورات تدريبية متخصصة لحرس الحدود وضباط مكافحة المخدرات والقضاة من كلا البلدين في مجالات مثل أساليب الكشف الجديدة ومكافحة التهريب المنظم وغسيل الأموال.
التنسيق القانوني والقضائي
أشار إلى ضرورة التنسيق القانوني والقضائي بين البلدين في مكافحة المخدرات، وأضاف أن تشكيل "لجنة فرعية قانونية" من الخبراء من البلدين سيسهم في تسهيل وتسريع تحديد وتجميد أصول شبكات التهريب والتنسيق في مجال القوانين والبروتوكولات القضائية.
ضبط الحدود الجوية والإلكترونية
أكد على ضرورة ضبط الحدود الجوية والإلكترونية تماشياً مع التعاون الثنائي في مكافحة المخدرات بين إيران والعراق. اقترح عدم حصر تعاونهم في الحدود البرية، وبدلاً من ذلك التنسيق في مراقبة وضبط المجال الجوي الحدودي، بالإضافة إلى مكافحة التهريب عبر الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي.
التعاون في الوقاية والعلاج
اعتبر التعاون في مجالات الوقاية والعلاج والحد من الأضرار أمرًا بالغ الأهمية، قائلًا إن هذه الأزمة ليست معركة أمنية فحسب، بل هي أيضًا حرب ثقافية واجتماعية وصحية. وأعرب عن استعداد إيران لمشاركة خبراتها في مجال مشاريع دعم الحياة ومراكز الوقاية من الإدمان وعلاجه واستراتيجيات الحد من الأضرار مع إخوانهم العراقيين.
الإجراءات الحاسمة
أكد على أن العدو المشترك يُعِدّ حاليًا استراتيجيات جديدة، وبالتالي فإن الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة. اعتبر أن هذا الاجتماع يجب ألا يكون مجرد خطاب دبلوماسي، بل يجب أن يكون "ورشة عمل عملية" لبلورة قرارات جريئة وإجراءات عاجلة.
التعاون الثنائي
ذكّر ذوالفقاري بأن إيران تؤمن إيمانًا راسخًا بعمق التعاون مع أشقائها العراقيين، داعياً إلى العمل المشترك لتحويل حدودهما من خطوط تهديد إلى جدران منيعة للأمن والتعاون.

