مقدمة
تتصاعد مؤشرات القلق في العراق من تفاقم ظاهرة الانتحار، التي لم تعد حوادث فردية معزولة، بل تحولت إلى نزيف يومي يعكس عمق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تضرب المجتمع. النائب السابق فوزي أكرم ترزي كشف أن "معدل محاولات الانتحار اليومية في العراق يصل إلى نحو خمس حالات"، واصفاً الظاهرة بأنها "نزيف مستمر في المجتمع العراقي".
الأسباب والخلفيات
ترزي أوضح أن "الانتحار لم يعد حالات فردية، بل تحول إلى ظاهرة تتزايد معدلاتها عاماً بعد آخر"، مبيناً أن "70% من ضحاياها هم من فئة الشباب دون سن الثلاثين، وفقاً للمعلومات المتوفرة". هذه النسبة تضع الشباب في صدارة الفئات المستهدفة، في وقت يشكّل فيه جيل ما بعد 2003 الأغلبية العددية، وهو الجيل الذي نشأ في ظل انعدام الاستقرار، وتراجع الخدمات، وغياب فرص العمل.
الأرقام والمؤشرات
وأضاف ترزي أن "العراق يسجل يومياً قرابة خمس محاولات انتحار، بعضها ينتهي بالوفاة والبعض الآخر يتم إنقاذه في اللحظات الأخيرة، ولم تعد هذه الظاهرة محصورة بفئة أو شريحة معينة، بل وصلت حتى إلى الأطفال". هذه الإشارة توسع نطاق القلق، إذ لم تعد الظاهرة مقتصرة على شريحة الشباب فقط، بل تسللت إلى الفئات الأصغر سناً.
الحلول والمعالجات
وأكد ترزي "ضرورة تشكيل لجنة وطنية تضم خبراء علم الاجتماع والنفس من الكفاءات الأكاديمية والعلمية لوضع استراتيجية عراقية شاملة لمكافحة الظاهرة". هذه الدعوة ترتبط بتوصيات سابقة أطلقها خبراء محليون ودوليون حول الحاجة إلى إطار وطني لمعالجة الانتحار، يتضمن تشخيصاً دقيقاً للعوامل، وخطة للتدخل الوقائي والعلاجي.
الخلاصة
تُظهر تصريحات فوزي أكرم ترزي، مقرونة بالبيانات الميدانية، أن الانتحار في العراق لم يعد عارضاً طارئاً بل أزمة متجذرة تتسع سنوياً. الأرقام اليومية تكشف أن الظاهرة تجاوزت الخطوط الحمراء، فيما تؤكد النسب أن الشباب، عماد المستقبل، هم الأكثر عرضة للانهيار النفسي والاجتماعي. الأسباب التي حددها ترزي من بطالة وفقر وضغوط اجتماعية وإدمان مخدرات، تكشف عن أزمة شاملة لا يمكن مواجهتها بأدوات تقليدية.