حملة التطعيم ضد داء الكلب في تونس: هل ستحد من انتشار العدوى؟
في الأول من سبتمبر الجاري، انطلقت الحملة الوطنية لتطعيم الحيوانات ضد داء الكلب في تونس. هذه الحملة تأتي في وقت يتزايد فيه عدد العدوى بين البشر والحيوانات، وتساؤلات عن فعالية القوانين الحالية في حماية الحيوانات ومكافحة العدوى.
الاعتداءات الوحشية على الحيوانات
في الآونة الأخيرة، شهدت تونس سلسلة من الاعتداءات الوحشية على الحيوانات، بما في ذلك قضية الكلب “روكي” الذي تعرض لاعتداء وحشي استخدم فيه المعتدي مسحة حديدية، مما تسبب له في كسور في الجمجمة. كما تم توثيق اعتداء على قطط بالحرق في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
تعد هذه الحوادث جزءًا من سلسلة من الاعتداءات على الحيوانات في تونس، والتي تجسد سوء معاملة الحيوانات وتساؤلات حول فعالية القوانين الحالية في حماية الحيوانات.
القنص لم ينجح في حل الأزمة
根据 وزارة الصحة التونسية، بلغ عدد الوفيات لدى الإنسان جراء داء الكلب في تونس 10 حالات في عام 2024، وتضاعف عدد الأشخاص الذين تلقوا علاجا وقائيا من 55 ألفا في عام 2023 إلى أكثر من 100 ألف في 2024. وتشير المعطيات إلى أن 31% من الإصابات ناتجة عن هجمات كلاب سائبة.
على الرغم من الحملات القنص التي تجريها السلطات، إلا أنها لم تحقق أي نتائج إيجابية في الحد من أعداد الحيوانات السائبة. وتعتبر جمعية أصدقاء الحيوان والبيئة أن سياسة القنص العشوائي للحيوانات في تونس لم تحقق أي نتائج إيجابية.
العنف ضد الحيوان مرآة انعكس للعنف داخل المجتمع
يعتبر الباحث في علم الاجتماع ممدوح عز الدين أن الاعتداء على الحيوانات غالبا ما يكون مرآة لأزمات نفسية أو اجتماعية لدى الفرد. وتؤكد الطبيبة البيطرية ألفة عبيد نفس المقاربة بقولها: “ما الفرق بين شخص يعتدي بعصا على كلب وبين موظف بلدي يقنصه أمام أعين الجميع، العنف ذاته في الحالتين”.
تباين بين هول الأفعال وضعف الأحكام
على عكس ما يعتقده الكثيرون، تملك تونس قوانين ردعية لمرتكبي الاعتداءات ضد الحيوانات منذ فترة ما قبل الاستقلال. لكن الإشكال يكمن في تكييف القضاء للأفعال المرتكبة وما يلائمها من عقوبات.
حلول بديلة
يعتبر الباحث ممدوح عز الدين أن التوعية المجتمعية وإدماج حقوق الحيوان ضمن المناهج التعليمية وإدراج حملات إعلامية مستمرة عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز قيم الرحمة والمسؤولية، مع تدريب أفراد المجتمع على التعامل الإنساني مع الحيوانات، هي بعض الحلول لحماية الحيوانات الأليفة والحد من الاعتداءات.
كما تشدد جمعية الزهراء لمحبي الحيوانات على أن الرصاص ليس حلا، ودعت بدل ذلك إلى إنشاء مراكز للتلقيح والتعقيم و سنّ قانون وطني يمنع القنص العشوائي وإطلاق برامج توعية وتبني والتعاون مع منظمات محلية ودولية.

