مقدمة
تدرك الأسر السعودية مدى الفائدة التي تعود عليها نتيجة توظيف التكنولوجيا في التعليم وتطوير المهارات والأمن، غير أن هذا التفاؤل مصحوب دائماً بعدد من المخاوف الجدية. خلال وقت تسارع فيه الأسر السعودية إلى بناء مستقبل رقمي يزدهر فيه أبناؤهم، لكنها تفعل ذلك وفق شروطها مستندة إلى معتقدات الإسلام والموروث الثقافي والقيم المجتمعية المتأصلة. بالتالي فإن الحلول المرجوة من المجتمع توائم بين التكنولوجيا الذكية واحترام قيم المجتمع وثقافته.
تقرير "الحقيقة حول الحياة الأسرية في العصر الرقمي"
أصدر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) تقريراً بعنوان "الحقيقة حول الحياة الأسرية في العصر الرقمي"، ضمن برنامج الاتزان الرقمي العالمي "سينك". التقرير ركز على دراسة جيل "ألفا" داخل السعودية وتأثيرات الوصول المبكر إلى الهواتف الذكية، محذراً من استخدامات الأجهزة الذكية التي أصبحت بأيدي 90 في المئة من أطفال جيل "ألفا"، وتؤثر سلباً فيهم بدنياً ونفسياً ومجتمعياً.
نتائج الدراسة
استغرقت الدراسة عامين كاملين من البحوث النوعية الأنثروبولوجية وشارك فيها 250 من آباء جيل "ألفا" يمثلون 42 دولة، واستطلعت آراء أكثر من 7566 مشاركاً مثلوا 30 دولة كان من ضمنهم 755 سعودياً من أولياء الأمور والمعلمين والخبراء المرتبطين بجيل "ألفا". ونوه التقرير إلى الأخطار الناجمة عن الاستخدام السلبي للأجهزة الرقمية، إذ أشارت الدراسة إلى أن نسبة القيود التي يفرضها السعوديون على الأطفال عند استخدام المحتوى الإلكتروني تصل إلى 35 في المئة، مقارنة بنظيرتها حول العالم بنسبة 48 في المئة.
تحذيرات حول استخدام الأجهزة الذكية
حذر مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) مصعب السعران من ارتفاع نسبة حصول جيل "ألفا" على أجهزة ذكية، إذ كشفت الدراسة عن أن أكثر من 90 في المئة من أطفال جيل "ألفا" السعودي يملكون جهازاً ذكياً، لافتاً إلى ارتفاع معدلات السمنة الناجمة بين الأطفال، وبخاصة أن الدراسة التي شارك فيها آباء الأطفال من جيل "ألفا" أظهرت أن 85 في المئة منهم يرون أن التقنيات المتقدمة سترفع من مستويات السمنة لدى الأبناء نتيجة قلة النشاط البدني.
ضرورة الاتزان في الاستخدام الرقمي
خلصت الدراسة إلى أن 87 في المئة من أولياء الأمور السعوديين يفرضون أسلوباً تربوياً "دون أجهزة" أثناء تناول الطعام، و85 في المئة يعترفون بأن استخدامهم للأجهزة يقلل من وقت يقضونه مع أبنائهم. ووجدت الدراسة أن 41 في المئة من أولياء الأمور يلعبون مع أطفالهم معظم أيام الأسبوع مقارنة بـ32 في المئة عالمياً. وأكد السعران أن عدداً من المشاركين ضمن الدراسة بلغت نسبتهم 71 في المئة يعتقدون أن الأجهزة تعزز سلامة الأبناء الجسدية.
دور المجتمع المدني في التوعية
أشار السعران إلى دور المجتمع المدني في التوعية، مردفاً "دورنا في المركز الارتقاء بالمشهد الثقافي والمعرفي السعودي، وتعزيز الإبداع وترسيخ الأواصر المجتمعية وفق رؤية السعودية 2030". ومن هذه الرؤية أطلقنا برنامج الاتزان الرقمي العالمي ’سينك‘ للمرة الأولى عام 2021.

