لاهاي ـ خاص «نانا ميديا»
في مدينة السلام والدبلوماسية، تستضيف مؤسسة Amare الدورة الثامنة من مهرجان ميزوبوتاميا الدولي للشعر يومي 6 و7 سبتمبر، حيث تجتمع أصوات شعرية من الشرق والغرب تحت شعار مواجهة العنصرية والتمييز عبر الكلمة.
تكريم بيدل الدهلوي: جسر بين الشرق والغرب
يستحضر المهرجان هذا العام إرث الشاعر الفارسي-الهندي بيدل الدهلوي (1642-1720)، أحد أبرز رموز الشعر الصوفي والفلسفي، ليكون تكريمه رسالة ثقافية تؤكد عمق التبادل الإنساني بين الحضارات.
حضور عراقي وعربي لافت
يضع المهرجان الشعر العراقي في صدارة برنامجه، عبر المنصة الشعرية العراقية في لاهاي، التي يشارك فيها نخبة من الشعراء، بينهم:
عبد الهادي سعدون (مدريد)، شاعر ومترجم وأكاديمي.
عدنان الصائغ، أحد أبرز أصوات جيل الثمانينيات.
غريب إسكندر (لندن)، شاعر وباحث يزاوج بين الأكاديميا والإبداع.
حسين نهّابة، مترجم قدّم أكثر من 40 عملاً إسبانياً إلى العربية.
ويشارك أيضًا شعراء عرب بارزون مثل دلال جويد، رئيسة مركز الإبداع العربي في لندن، وعبد الرزاق الربيعي، الحاضر الدائم في المهرجانات الدولية.
شعراء من القارات الخمس
المهرجان لا يقتصر على الحضور العربي، بل يفتح أبوابه للأصوات العالمية، مع مشاركة شعراء من أمريكا اللاتينية وإسبانيا، من بينهم:
خوسيه ساريا (إسبانيا).
رامون هانيوتيس (الأوروغواي).
كارينا مينانو (بيرو).
هذه التعددية تؤكد على هدف المهرجان في جعل الشعر أداةً لمواجهة الظلم وتوحيد البشر عبر الكلمة.
مسرحية شكسبير “ترويلوس وكرسيدا”: صراع لغوي يعكس صراع الحضارات
ضمن الفعاليات الثقافية المتنوعة التي يحتضنها المهرجان، يُقدَّم هذا الموسم تكييف جديد لمسرحية شكسبير ترويلوس وكرسيدا، يحمل توقيع جورجينا فان ويلي وغريب إسكندر، حيث يلتقي العشّاق المتحاربون بالمحاربين العاشقين في عمل يستكشف جمال المثالية وإخفاقاتها.
في هذا التكييف، يتحدث الطرواديون بالعربية بينما يتحدث اليونانيون بالإنجليزية، في معالجة مبتكرة تضع الترجمة والحوار اللغوي في صميم العمل، وتتحدى مقولة فيتجنشتاين: “حدود لغتي هي حدود فهمي”.
وتجعل الرسوم المتحركة لبيسان الشريف الترجمة جزءاً من التصميم المسرحي، بينما يقدَّم العرض بمشاركة أربعة ممثلين ثنائيي اللغة، وممثل كوميدي، مع موسيقى حية من فريدي واكسمان.
هذا الاختيار ليس فقط تقنياً، بل هو استعارة ثقافية وسياسية؛ فاللغة الإنجليزية المهيمنة عالمياً تُحاكي دور اليونانيين الغزاة، بينما العربية، التي يتحدث بها نصف مليار إنسان لكنها كثيراً ما تُهمّش، تُقدَّم هنا كلغة “عالمية” قادرة على تجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، تماماً مثل نصوص شكسبير.
رسالة ثقافية مستقلة
أوضح رئيس المهرجان محمد الأمين الكرخي في حديثه مع «نانا ميديا» أن الفعالية تمثل “واجهة بديلة لواقع يهيمن عليه فساد النخب السياسية وإهمال الثقافة”، مشددًا على أن استقلالية المهرجان عن المؤسسات الرسمية في العراق منحته مساحة للانفتاح على الثقافات الهولندية والإسبانية والعالمية.
الشعر كقوة تغيير
بفضل مشاركة المنصة الشعرية الإسبانية إلى جانب نظيرتها العراقية، يثبت مهرجان ميزوبوتاميا الدولي للشعر أنه أكثر من مجرد حدث أدبي؛ بل هو حركة ثقافية عابرة للحدود، تسعى إلى إعادة الاعتبار للشعر كقوة تغيير، ورسالة عالمية للتعايش والسلام.
نانا ميديا: تغطية خاصة من قلب لاهاي
تواكب نانا ميديا فعاليات المهرجان والمسرحية بتغطية خاصة وحصرية، تشمل لقاءات مع الشعراء والمخرجين والتقارير المباشرة من قاعات لاهاي. ومن خلال حضورها، تؤكد المنصة التزامها بإبراز الأصوات العربية على الساحة العالمية، وربط الجمهور العربي والدولي بالمنجز الثقافي والفني في أوروبا والعالم.