نجيب محفوظ: الأديب العالمي والرجل الإنساني
حياته الأدبية
تُعتبر ذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ مناسبة للتفكير في إرثه الأدبي، الذي جعل الرواية العربية حديث الجميع حول العالم حين تُوج بجائزة نوبل للآداب 1988. ترك محفوظ إرثاً أدبياً مدهشاً على مدار 70 عاماً، ويعتبر واحداً من أهم الشخصيات الأدبية في العالم العربي.
مواقف إنسانية استثنائية
ولكن الإرث "المحفوظي" لا يقتصر فقط على النصوص الإبداعية المدهشة، بل يمتد إلى مواقف إنسانية استثنائية تؤكد أن الرجل كان استثنائياً في حياته الشخصية، كما كان في حياته الأدبية. واحدة من تلك المواقف التي تداولها مقربون منه وشهود عيان بمناسبة ذكرى رحيله، هي قصة رجل كان يتبع محفوظ في سهراته الأسبوعية التي كان يقضيها بصحبة أصدقائه في عدد من الفنادق الكبرى والكازينوهات النيلية.
قصة المحتالين
كان الرجل يجمع أصدقاءه وأفراد عائلته ويذهب إلى المكان السياحي الذي يجلس فيه محفوظ، ويطلب عشاءً فاخراً باهظ التكلفة، دون أن ينسى "الحلو" أو المشروبات. وبمنتهى الثقة والاحترافية، يطلب النادل بعد انتهاء العشاء ويبلغه بنبرة مهذبة، لكن حاسمة، أن يضيف فاتورة العشاء إلى فاتورة الأستاذ نجيب محفوظ، مدعياً أنه قريبه وأن هذه هي أوامر الأستاذ. تكرر الأمر مرات عديدة حتى بدأت الشكوك تساور إدارة المكان، فقررت أخيراً أن تخبر أديب نوبل بما يحدث.
رد فعل محفوظ
وهنا كانت المفاجأة، فالرجل محتال وأصدقاؤه وأقاربه وعائلته محتالون ويعرفون خفايا العملية ويساهمون في هذا التصرف القائم على النصب والخداع بمنتهى "الحماس" والجدية. لكن ما كان مذهلاً للجميع هو رد فعل محفوظ نفسه، فقد طلب بكل حسم وصرامة أن تستمر إدارة المكان في منح المحتالين عشاءهم الفاخر بانتظام، مشدداً على ألا تخبر الإدارة نهائياً هؤلاء المحتالين بأنه عرف بالأمر "حرصاً على مشاعرهم". هذا الرد الفريد أظهر جانباً استثنائياً من شخصية محفوظ، جانباً يعكس تسامحه وعطفه على الآخرين.

