تحمل زيارة صاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولى العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، أكثر من معنى، فهى ليست مجرد لقاء بروتوكولى بين قيادتين عربيتين، بل هى امتداد لتاريخ طويل من الأخوّة الصادقة التى نسجت خيوطها المنامة والقاهرة عبر عقود من التضامن والعمل المشترك. إن البحرين ومصر تقفان، كلتاهما، كشجرتين عريقتين متجذرتين فى عمق الأرض العربية، تظلان الأجيال، وتمنحان الأمل لمستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.
تأتى الزيارة فى زمن يموج بالتحولات والتحديات، لتؤكد أن الرؤى المشتركة لا تنكسر أمام الأزمات، بل تزداد صلابة. فهى محطة جديدة لترسيخ التعاون السياسى والأمنى، وتعزيز وحدة الصف العربى فى مواجهة ما يحيط بالمنطقة من تقلبات. ومن القاهرة، ينبعث صوت الحكمة والتوازن ليجد صداه فى المنامة، فيتجدد العزم على أن التضامن هو السبيل الأوحد لصون الكرامة العربية.
وعلى صعيد الاقتصاد، تنبض هذه الزيارة بروح الأمل؛ إذ فتحت آفاقًا رحبة للتكامل فى ميادين الاستثمار والطاقة والسياحة والصناعة، لتكون المشروعات المشتركة جسورًا من العطاء بين الشعبين. وقد تميزت هذه المحطة بمشاركة وفد تجارى واقتصادى رفيع المستوى ضم معالى السيدة نور بنت على خليف، ومعالى السيد عبدالله عادل فخرو، ورجل الأعمال السيد سمير عبدالله ناس، حيث التقى الوفد نظراءه فى مصر، ليؤكد أن الاقتصاد حين يتلاقى مع الأخوة يصبح أكثر من مجرد أرقام، بل يتحول إلى وعد بالمستقبل.
إنها زيارة تحمل فى جوهرها رسائل إنسانية وثقافية، تعزز الروابط الشعبية بين البحرين ومصر، وتعيد تأكيد أن العلاقة بين الشعبين ليست طارئة ولا عابرة، بل هى ميراث من التاريخ ورصيد من الثقة المتبادلة.
وهكذا، فإن زيارة سمو ولى العهد رئيس مجلس الوزراء إلى القاهرة، ليست مجرد حدث سياسى، بل قصيدة جديدة فى سفر العلاقات البحرينية ـ المصرية، تعلن أن التكامل العربى ليس حلمًا بعيدًا، بل حقيقة تنسج خيوطها من إرادة صلبة وإيمان راسخ بمصير مشترك.

