الحدود العراقية السورية: تحديات الأمن والاستقرار
الحدود العراقية السورية تُعد واحدة من أكثر الجبهات حساسية في المشهد الأمني العراقي، حيث ارتبطت بذاكرة الاختراقات والتهديدات المتكررة، وكانت مسرحًا لتدفق الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والبشر عبر صحراء مترامية الأطراف يصعب ضبطها.
أمن الحدود: تحسن ملحوظ
عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية علاوي البنداوي يؤكد أن الحدود العراقية السورية أصبحت مؤمنة بالكامل عقب العمليات المكثفة التي نفذتها القوات الأمنية والحشد الشعبي على طول الشريط الحدودي. هذه الجهود أسفرت عن إنهاء جميع الحواضن التي كانت تمثل بيئة للتسلل أو لإعادة تنظيم بقايا الإرهاب.
تحول في الفلسفة الأمنية
القوات المنتشرة حالياً على الحدود لا تقتصر مهامها على المراقبة الميدانية فقط، بل جرى تعزيزها بالقدرات التقنية الحديثة وأجهزة المراقبة الحرارية والطائرات المسيرة. هذا التحول يعكس انتقال العراق من فلسفة دفاعية تقليدية إلى منظومة متعددة الأذرع تجمع بين الميدان والتقنية والقدرة على الاستباق.
استقرار الحدود: تحدي مستمر
المرحلة الحالية تمثل ثمرة سنوات من العمل المتواصل والتنسيق بين مختلف الصنوف الأمنية، وأن الوضع الحدودي الآن مستقر وآمن بشكل غير مسبوق.然而، محللون يحذرون من أن وصف "غير مسبوق" يجب أن يُقرأ بحذر، لأن الاستقرار الحقيقي لا يُقاس باللحظة الآنية بل بقدرته على الصمود أمام التحولات الإقليمية والتغيرات في موازين القوى داخل سوريا.
رسالة أمنية وسياسية
النجاحات المتحققة على الحدود هي رسالة واضحة بأن العراق ماضٍ في تثبيت الأمن وإغلاق جميع المنافذ أمام الجماعات الإرهابية، بما يعزز أمن المحافظات الغربية واستقرار البلاد بشكل عام. هذه الرسالة تبدو تأكيدًا سياسيًا وأمنيًا في آن واحد، لكنها تظل مشروطة بقدرة بغداد على الحفاظ على زخم الخطط الأمنية وربطها بمشاريع تنموية تعزز حضور الدولة في مناطق الحدود.