مقدمة
المخرج الفلبيني لاف دياز يُعتبر واحدًا من السينمائيين الذين يثابرون على تقديم أفلام تأملية، حيث يعتمد على ممثليه في ترجمة هذا التأمل إلى إحساس بالإنسانية. أحدث أفلامه هو "ماغيلَن"، وهو فيلم تاريخي يروي قصة الرحالة فرناندو ماغيلَن، الذي اكتشف جُزرًا وأراضِ استوائية في العقدين الأولين من القرن السادس عشر.
مقدمة الفيلم
يحكي الفيلم عن السنوات العشر الأخيرة من حياة ماغيلَن، التي نقضي معظمها على سفينته، في رحلة للوصول إلى الساحل الآسيوي عبر مسار مختلف. على ظهر السفينة، نتابع قبطانًا قاسيًا في المعاملة، يُعاقب بحّارته بالموت حين يفقد ثقته بهم. رغم جماليات الفيلم وأهمية ما يطرحه، تبقى الشخصيات بعيدة، والممثلون منزوين في العتمة وبعيدًا عن الكاميرا.
نقد الفيلم
يُعد "ماغيلَن" أسهل أفلام دياز بالمقارنة مع أعماله السابقة، ومنها "تهويدة للأسف" و"من حيث ما قبل" و"كسرة"؛ وهو أيضاً أقصرها زمنيًا. يروي المخرج حكايته في 160 دقيقة، مما يجعله أكثر سهولة في المتابعة. الفيلم يُعتبر أيضًا أحد أجمل أفلام دياز على هيئة مشاهد منفصلة تصميماً وتنفيذاً.
موضوع الفيلم
الفيلم يطرح موضوع الحقبة الاستعمارية، التي دمجت الحملة العسكرية بالدعوة الدينية. دياز لا يتوقف عند رسم خطوط نقدية واضحة، بل يحتفظ بمسافة من الأحداث. في يد مخرج آخر، كان يمكن أن تبرز روح المغامرة إلى جانب الرسالة، لكن دياز غير معني بالمعارك بقدر اهتمامه بالقفز إلى نتائجها.
فيلم رجل متخيّل
الفيلم التوثيقي "رجل متخيّل" يبدأ بصوت أبواق حافلات ضخمة تشق طريقها بمحاذاة رصيف وسط شارع مزدحم. على إحدى النواصي يقف رجل في الستينات اسمه "لويد"، حاملًا ما يأمل أن يبيعه. الفيلم يتبع حياة لويد، رجل بلا مأوى، ليس متسوّلًا ولا مستعطيًا بالمعنى التقليدي، بل شخصية لفتت انتباه المخرجين اللذين قررا تقديمها في فيلم.
نقد فيلم رجل متخيّل
الموضوع الوحيد الذي يشد الانتباه هو حديث لويد عن اختفاء والديه في طفولته، ومحاولته تجميع شتات ذكرياته عنهما، مؤكداً أنه لم يكن سعيدًا بهما. ينتاب المشاهد شعور بأنه ربما كان سبباً في موتهما، لكن الفيلم لا يملك ما يثبت ذلك أو حتى يناقشه بعمق، مكتفياً بتلك العبارات المبعثرة.

