بقلم: حنان فهد – نانا ميديا
في خطوة لافتة تؤكد البعد الإنساني للفن، أعلن عدد من كبار نجوم هوليوود، من بينهم براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، دعمهم لفيلم «صوت هند رجب» عبر مشاركتهم كمنتجين منفذين، ما يضفي على العمل زخمًا إضافيًا قبل عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الرسمية لـ مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
الفيلم الجديد، الذي أخرجته المخرجة التونسية كوثر بن هنية، يعيد سرد القصة الحقيقية للطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات الأعوام الستة، التي علقت في غزة مطلع عام 2024 تحت وابل من النيران الإسرائيلية، وهي تتوسل عبر الهاتف طلبًا للنجدة. العمل يستند إلى تسجيلات صوتية أصلية لهند ومحادثاتها مع متطوعي الهلال الأحمر الذين حاولوا جاهدين إيصال الإسعاف إليها.
إلى جانب شركة «بلان بي» التابعة لبراد بيت (ديدي غارنر وجيريمي كلاينر)، ينضم إلى الفيلم منتجون عالميون بارزون مثل جوناثان غلازر (مخرج “The Zone of Interest”) وألفونسو كوارون (مخرج “Roma”)، إضافة إلى أسماء أخرى، ما يعكس أهمية المشروع على الساحة السينمائية العالمية.
الفيلم سيُعرض في البندقية يوم 3 سبتمبر (أيلول)، قبل أن يتوجه إلى مهرجان تورونتو السينمائي لعرضه الأول في أميركا الشمالية. وقد أنهى فريق الإنتاج، بقيادة نديم شيخ روحه بشركتي «مايم فيلمز» و«تانيت فيلمز»، إلى جانب شركاء من نيويورك ولندن، التحضيرات النهائية لهذا العمل الذي يجمع بين الدراما والوثائقي.
وتكتسب القصة زخمًا خاصًا بعد أن أثبتت تحقيقات صحافية مستقلة، منها ما نشرته واشنطن بوست وسكاي نيوز، وجود قوات إسرائيلية في محيط المنطقة وقت الحادثة، رغم النفي الرسمي. كما كشفت مؤسسة «فورنسيك أركيتكتشر» بالتعاون مع «الجزيرة» عن وجود 335 ثقب رصاص في هيكل السيارة التي كانت تقل هند وعائلتها.
«صوت هند رجب» يأتي بمثابة الجزء الثاني غير المباشر لفيلم «أربع بنات» الذي حقق نجاحًا دوليًا ورُشّح للأوسكار، ويؤكد مرة أخرى تفرّد أسلوب بن هنية في المزج بين الوثائقي والخيالي. يشارك في بطولته ممثلون عرب بارزون بينهم سجى كيلاني، معتز ملحيس، كلارا خوري، وعامر حليحل.
قبل العرض العالمي، تمكنت شركة The Party Film Sales المسؤولة عن المبيعات الدولية من تأمين صفقات توزيع في معظم أنحاء أوروبا، فيما تمثل CAA Media Finance الفيلم في أميركا الشمالية.
في ظل استمرار الحرب على غزة وما خلّفته من مأساة إنسانية متفاقمة، يتوقع أن يحتل الفيلم موقعًا محوريًا في النقاشات المرافقة لفعاليات مهرجان البندقية هذا العام، خاصة مع الدعوات المتزايدة من فنانين عالميين لإدانة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.
بهذا، لا يقتصر الفيلم على كونه عملًا سينمائيًا فنيًا، بل يتحول إلى شهادة بصرية وإنسانية على واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ المعاصر.

