كوكب أورانوس: الكوكب المهمَل في نظامنا الشمسي
يُستبعد كوكب أورانوس دائما عند التفكير في رحلاتنا الفضائية إلى الكواكب المجاورة، لكن هناك الآن محاولات جادة لزيارة ذلك الكوكب العملاق المليء بالغازات السامة للتعرف على الكثير من أسراره.
غريب الأطوار
كان كوكب أورانوس مادة للتندر، ويعد الكوكب المكروه من بين الكواكب في نظامنا الشمسي. ويبدو أنه دائما ما يُهمل عند التفكير في القيام بمهمات استكشافية إلى الفضاء.
لقد أرسلت مركبات فضائية إلى كل من الزهرة، و المريخ، وزحل، وعطارد، والمشتري. كما أن هناك مركبة في طريقها إلى بلوتو.
أما أورانوس فالمرة الوحيدة التي حظي فيها باهتمام عابر كانت عندما مرت المركبة الفضائية فوياج 2 بالقرب منه وهي في طريقها إلى أقصى حدود النظام الشمسي عام 1986.
غلاف جوي مثير للاهتمام
لكن أورانوس لا يستحق تلك السمعة الساخرة والكئيبة، فهو في الحقيقة أحد أكثر الكواكب التي نعرفها تشويقا، وإثارة، وغرابة أيضا. ويقول لاي فليتشر، عالم الكواكب بجامعة أوكسفورد: “لكوكب أورانوس مكانة بارزة، فهو الأكثر غرابة بين العديد من أنواع الكواكب التي لدينا.”
ويضيف: “ليس لدينا سطح صلب على أي من هذه الكواكب العملاقة. وليست هناك حدود قاطعة، ولا يوجد شيء تقف عليه أو تبحر فوقه، لكن هناك تحول مستمر من الغازات إلى السوائل، إلى بعض المواد الصلبة.”
ويعد كوكب أورانوس الذي يبلغ حجمه 60 ضعفا من حجم الأرض، كتلة مضغوطة من الغازات السامة، التي تتضمن غاز الميثان، والأمونيا، وكبريتيد الهيدروجين، التي تحيط بنواة صخرية صغيرة.
رحلة ملحمية
يكمن السبب وراء أن أورانوس لم يحظ إلا بمهمة فضائية واحدة في أن أي رحلة إلى هذا الكوكب تمثل أمرا في غاية الصعوبة. فالكوكب يبعد عن الشمس بنحو ثلاثة مليارات كيلومتر، أي حوالي 20 مرة ضعف المسافة بين الشمس والأرض. ومعنى ذلك أن أي سفينة فضاء ستستغرق 15 عاما لتصل إليه.
ولأن ضوء الشمس ضعيف جداً على بعد تلك المسافة، فإن المركبة الفضائية تحتاج- بالإضافة إلى ألواح الطاقة الشمسية- إلى مفاعل نووي لتوليد الطاقة، وهو ما لا يسهل بناؤه وتشغيله.
زخم عالمي
وبرغم نظر هيئات الفضاء المختلفة إلى مهمة أورانوس على أنها مهمة ذات أولوية، إلا أن الخطط السابقة الخاصة بكل من ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لم يعد لها أثر، بما في ذلك خطة تقدم بها فريق أوروبي عام 2010 تعرف باسم “أورانوس باثفايندر”. لكن ما الذي يجعلهم يعتقدون الآن أن المشروع الحالي مختلف عما سبقه من مشاريع؟
يقول كريس أريدج من يونيفرستي كوليدج في لندن، وهو أحد قادة فريق أورانوس البحثي: “في عام 2010 لم ندرس جميع التفاصيل، أما هذه المرة فلدينا فهم متطور جداً للعلوم التي نريد أن نطبقها، وللمعدات التي نريد أن نأخذها معنا.”
وسيتعين على العلماء في ذلك المشروع أن يقدموا خطة تفصيلية لتلك المهمة إلى وكالة الفضاء الأوروبية بحلول شهر يناير/ كانون الثاني عام 2015.
ويضيف أريدج: “هناك حجم ضخم من العمل يتعين علينا القيام به. فعلينا أن نحدد كل شيء بداية من نوع الصاروخ الذي سنطلقه، وأي مدار سوف نتوجه إليه، والأجهزة التي نحتاج أن نأخذها معنا.”
وفي حالة قبول الاقتراح المفصل الخاص بتلك المهمة الفضائية، فلن تنطلق قبل عام 2020، وسوف تصل تلك المهمة إلى كوكب أورانوس بعد أكثر من عشر سنوات من بدء الرحلة، أي في أواسط الثلاثينيات من هذا القرن.
ورغم كل ذلك، يعد الأمر بمثابة حلم يتحقق بالنسبة إلى فليتشر، إذ يقول: “أنا أجلس الآن في مكتبي كباحث في الثلاثينات من عمري، وآمل أن أظل في موقعي كباحث في الستينيات من العمر عندما تصل سفينة الفضاء إلى هناك.”
