جيل جديد في العراق: بين الأمل والتحدي
بغداد اليوم – النجف، في مدينة النجف، حيث تختلط رائحة التاريخ الديني بثقل الصراعات السياسية، يتقدم جيل جديد نحو الصناديق، جيل ولد مع بدايات القرن الجديد ولم يعرف سوى عراق مضطرب، لكنه الآن يتهيأ ليترك بصمته الأولى في الحياة العامة. مواليد 2006 و2007 يدخلون إلى المشهد الانتخابي مثل موجة صاخبة غير متوقعة، قد تغير حسابات المقاعد وتعيد رسم الخريطة الحزبية في واحدة من أكثر المحافظات حساسية.
تأثير الشباب على المشهد السياسي
غير أن هذه الموجة ليست حكرا على النجف وحدها. فإحصاء السكان الأخير يؤكد أن أكثر من نصف المجتمع العراقي تحت سن الخامسة والعشرين، وهو ما يعني أن ملايين الشباب الذين لم يشاركوا في أي انتخابات سابقة يدخلون اليوم إلى صناديق الاقتراع لأول مرة. مراقبون يعتبرون أن هذه الأجيال، إذا تحركت بوعي جماعي، قد تتحول إلى كتلة تصويتية قادرة على قلب المعادلة السياسية في أكثر من محافظة.
دور الشباب في التغيير
رئيس منظمة "صوتي" لتحقيق الديمقراطية، حسام زوين، يرى أن "دور الشباب في عملية التغيير مهم جدا، لاسيما الشباب الواعي الذي يؤمن بالعملية السياسية إذ لابد أن تكون له بصمة واضحة عبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات". ويضيف في حديثه، أن من أصل نحو 836 ألف ناخب يحق لهم التصويت في النجف، سجل قرابة 40 ألف شاب بايومتريا من مواليد 2006 و2007، وهي خطوة تعكس حماسة الجيل الجديد.
تأثير الشباب على المقاعد النيابية
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاء إداري. محللون يشيرون إلى أن إدخال عشرات آلاف الأصوات الجديدة في دائرة انتخابية واحدة يربك القوى التقليدية التي اعتادت تقاسم النفوذ على أساس الولاء الحزبي والطائفي. فالشباب الذين نشأوا في ظل احتجاجات تشرين وصدمات الواقع السياسي، لا يميلون إلى الأحزاب المجربة بقدر ما يبحثون عن أحزاب ناشئة أو شخصيات مستقلة.
تحديات ومخاطر
لكن الصورة ليست مثالية بالكامل. فبحسب مختصين، المال السياسي ما زال يتسلل إلى هذه الفئة من خلال استقطابهم بصفة "مراقبين انتخابيين" بلا خبرة حقيقية، ما يجعل بعضهم ينجر وراء الولاءات المؤقتة بدل أن يكونوا رافعة للتغيير.
خاتمة
في الخاتمة، يوجه زوين دعوة صريحة للشباب: "المشاركة الفاعلة واختيار مرشحين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة ولم يسبق لهم خوض الانتخابات هو الطريق لإصلاح الواقع السياسي والاقتصادي في العراق". وبين الأمل والقلق، تظل النهاية مفتوحة: هل ينجح جيل 2006 و2007 ومعه الأجيال الأوسع من الشباب العراقي في أن يكونوا رقما صعبا يفرض التغيير، أم أن طواحين السياسة التقليدية ستبتلع أصواتهم كما ابتلعت من قبلهم؟

