التحديات الأمنية في العراق بعد الانسحاب الأمريكي
خلفية الأزمة
تطرح لحظة الانسحاب الأمريكي من العراق جملة من التساؤلات المعقدة حول مآلات الأمن الداخلي، في ظل ذاكرة عراقية ما تزال مثقلة بتجربة 2014، عندما تحولت الثغرات الأمنية والسياسية إلى منفذ لتمدّد تنظيم داعش وسيطرته على مساحات واسعة.
مخاوف من عودة داعش
الخبير العسكري العميد الركن أعياد الطوفان أوضح أن "المخاوف من عودة داعش مشروعة، فالتنظيم ما يزال يمتلك خلايا نائمة في مناطق صحراوية وجبلية، ويعتمد على حرب العصابات والضربات الخاطفة، وأي انسحاب أمريكي قد يوفر له مساحة أوسع للتحرك".
التغيرات في القوات العراقية
مشيراً في الوقت ذاته إلى أن القوات العراقية "أكثر خبرة وجاهزية اليوم مقارنة بما كانت عليه قبل عقد من الزمن، بعد تراكم خبرات ميدانية واستخبارية واسعة".
الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية
هذا التوصيف، وإن يعكس ثقة بالقدرات الحالية، لا يغفل أن الخطر يتجاوز الجانب العسكري ليشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، حيث يظل الفقر والبطالة والانقسامات السياسية بيئة خصبة يمكن استغلالها من قبل التنظيم.
الخلفيات القانونية والدستورية
وسط هذه التحذيرات، تبرز الخلفيات القانونية والدستورية التي تؤكد أن حماية الأمن الداخلي مسؤولية الحكومة العراقية بالدرجة الأساس.
التعاون الدولي
لكن الواقع الميداني يشير إلى أن التعاون الدولي ما يزال يشكّل عنصر دعم أساسي في مكافحة الإرهاب، خصوصاً في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخبارية وضبط الحدود.
معادلة دقيقة
هذه المقاربة تضع العراق أمام معادلة دقيقة: كيف يوازن بين سيادته الوطنية وحاجته إلى الدعم الخارجي؟
مستقبل الأمن في العراق
الاستنتاجات تتدرج هنا نحو مقاربة أوسع: الانسحاب الأمريكي يمثل تحدياً ضاغطاً لكنه أيضاً فرصة نادرة لإعادة بناء استراتيجية أمنية وطنية شاملة، شرط أن تتوفر الإرادة السياسية الموحدة والغطاء المالي واللوجستي الكافي للقوات الأمنية.
التهديدات المستمرة
ورغم أن التقديرات تميل إلى أن العراق قادر على حماية نفسه في ظل معادلات القوة الحالية، إلا أن استمرار التهديدات يفرض التعامل مع الملف باعتباره قضية مفتوحة على احتمالات متعددة، لا تقف عند حدود العراق بل تتجاوزها إلى أمن المنطقة بأكملها.
السؤال المطروح
فهل يستثمر العراق هذه اللحظة لتعزيز سيادته وبناء منظومة أمنية مكتفية بذاتها، أم أن الانسحاب سيعيد إنتاج ثغرات الماضي بوجوه جديدة؟ سؤال مطروح بلا إجابة حاسمة حتى الآن.

