تأجيل الانتخابات: خطر على الاستقرار السياسي في العراق
تحذيرات من انهيار الشرعية الدستورية
في لحظة مفصلية يعيشها العراق، تتقاطع الضغوط الداخلية مع الهزات الإقليمية والدولية لتجعل موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة اختبارًا حاسمًا للنظام السياسي. وبينما يتداول المشهد السياسي تحذيرات من تأجيل الاستحقاق الدستوري، تتصاعد المخاوف من أن أي انزلاق في المواعيد قد يضع البلاد أمام فراغ شرعي قاتل، يفتح الباب واسعًا أمام سيناريوهات الفوضى والانهيار.
مخاطر تأجيل الانتخابات
الباحث في الشؤون الاستراتيجية، محمد علي الحكيم، يشير إلى أن تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي ويفتح الباب أمام أزمة شرعية قد تعصف بالنظام السياسي برمته. هذا التحذير يتوافق مع مواقف قادة سياسيين، مثل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذين يحذرون من التداعيات الخطيرة لتأجيل الانتخابات.
تأثير على الثقة الشعبية
تأجيل الانتخابات سيعني ضرب الثقة بين المواطن والدولة، ويعزز مشاعر الإحباط وعدم الرضا الشعبي. هذا الرأي يتقاطع مع تقييم خبراء قانونيين يؤكدون أن الدستور العراقي بُني على إيقاع زمني صارم يجعل من الانتخابات الدورية حجر زاوية لبقاء النظام.
تحديات الداخلية والخارجية
العراق يواجه تحديات متراكمة على الصعيدين الداخلي والخارجي، منها الوضع الاقتصادي الصعب وتنامي مشكلات البطالة والخدمات، فضلاً عن استمرار التهديدات الأمنية والإرهابية. هذه الأوضاع الهشة لا تحتمل الدخول في فراغ سياسي أو دستوري، لأن ذلك سيضاعف من حدة الأزمات ويفتح المجال أمام قوى غير دستورية للتأثير على المشهد.
رسائل إيجابية إلى المجتمع الدولي
الالتزام بالمواعيد الانتخابية لا يخدم فقط الاستقرار الداخلي، بل يحمل أيضاً رسائل إيجابية إلى المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين بأن العراق ماضٍ في مسار ديمقراطي راسخ، وبأن مؤسساته قادرة على احترام التزاماتها الدستورية. أي تأجيل الانتخابات سيعطي انطباعًا سلبيًا عن هشاشة التجربة السياسية ويفتح الباب أمام التدخلات الخارجية.
مستقبل النظام السياسي
بين تحذيرات شنكالي والمالكي، وتحليلات الاستراتيجيين، يبدو أن تأجيل الانتelections لم يعد خيارًا تقنيًا أو إجرائيًا، بل خطًا أحمر يشكل نقطة التقاء نادرة بين خصوم ومتنافسين. ومع ذلك، يبقى النظام السياسي العراقي رهينًا بمدى التزامه بإيقاع الدستور، وإلا فإن أي انحراف قد يفتح الباب أمام انهيار لا أحد يملك ضمانة لاحتواء نتائجه.

