كم من مرة وجدنا أنفسنا أمام جدران من العوائق لا تفتح إلا بصبر طويل، وكم من مشكلة تبدو مستعصية حتى نمنحها وقتها لتُحل، لا بتسرع ولا بعنف، فالصبر ليس فقط انتظارًا، بل هو فعل من أفعال القوة، وممارسة للفكر، وصبر لا يعني الضعف بل الحكمة.
حين تصطدم بحائط الأزمة، لا تهدم نفسك بصراخ الندم أو هدم الأمل، صبرك هو رسالتك للعالم أنك قادر على المواصلة، قادر على تجاوز العاصفة، الصبر يجعل من كل عقبة خطوة، ومن كل مشكلة درسًا، ومن كل مأزق فرصة للانتصار.
لا تتعجل الحلول ولا تستسلم لليأس، فالصبر مفتاح الفرج، هو البلسم الذي يداوي جراح القلب والعقل، والوقود الذي يشعل نار العزيمة، لا تكن سريع الانكسار، ولا تسمح لليأس أن يسرق منك قوتك.
في زمن يكثر فيه الضجيج وتختلط فيه الأصوات، تذكر أن الصبر هو لغة القلوب القوية، وأن المعارك الكبرى لا تُربح إلا بمثابرة لا تنكسر، وصبر لا ينفد، الصبر هو الذي يصنع الفرق بين الهزيمة والانتصار، بين النهاية والبداية.
فاصبر، فالصبر يجمع الشتات، ويصنع الانتصارات، ويكتب تاريخ النصر.