مقدمة
أُعلن قبل أيام عن مشروع سينمائي جديد مستوحى من فيلم «دم أول» (First Blood) الذي أخرجه تَد كوتشِف عام 1983 وقام ببطولته سيلڤستر ستالون. تقوم الخطّة على عدم إعادة تصوير القصة نفسها، بل تقديم فيلم يُعدّ بمثابة مقدّمة (Prequel) لأحداث الفيلم الأصلي.
الفيلم الأصلي
عُيِّن المخرج جالماري هيلاندر لكن لم يتم اختيار الممثل الذي سيلعب دور جون رامبو، الذي أدّاه ستالون في الفيلم السابق. نجاح ذلك الفيلم نتج عنه 4 أفلام «رامبو» أخرى ما بين 1985 و2019. الفيلم الأصلي كان أكثر من مجرد فيلم أكشن أو حرب، حيث كان بطله خريج الحرب الفيتنامية ويمثل رمزاً لخسارة أميركا تلك الحرب.
رسائل الفيلم الأصلي
«دم أول» متعدد الجبهات، ولو أن الخط العام لقصّته يدور حول عودة ذلك المحارب من أرض الحرب ليواجه حرباً أخرى في بلاده. كلتا الحربين، كما يقول الفيلم، فُرضتا عليه. الفيلم يشير إلى أن مقتل جندي أسود في تلك الحرب لم يكن، لدى القيادة، موضوع اهتمام لإعلام أحد بذلك سوى والدته.
قوة منظمة
في المشهد التالي، يتوجَّه رامبو صوب البلدة الواقعة عند سفح جبل شمال أميركا. يتوقف شريف البلدة (برايان دنهي) ويسأله عن مقصده، ثم يطلب منه أن يستقل السيارة ليعود به من حيث جاء عند مطلع الجسر. لكن رامبو ما إن يخرج من السيارة حتى يعود أدراجه. موقف الشريف منه يفتح صندوقاً من المعاني: رامبو غير مرحّب به لأنه بدوره شخص غير مهم في مجتمع يعدّه الآن تجسيداً للهزيمة.
الفيلم الجديد
الفيلم الجديد يريد سرد الأحداث التي سبقت «دم أول»، لكن هذا يفتح السؤال، والسيناريو ليس مُتاحاً بعد، حول ما الذي يمكن للفيلم الجديد إضافته إلى الحكاية التي شوهدت. هل عليه أن يعود إلى الحرب الفيتنامية ليسرد تاريخ رامبو؟ هل سيجمع بين مشاهد تلك الحرب ووصول رامبو إلى تلك البلدة المعادية؟ الأهم أن التيمة التي انطلق منها المؤلف موريل، ثم تبنّاها الفيلم لاحقاً، حملت أبعاداً عميقة عن المقاتل الذي لم يجد في وطنه رفيقاً ولا أُلفة يحتاجهما في عزلته.
النتيجة المتوقعة
في كل الحالات، فإن ما سيرد في هذا الفيلم المزمع إنتاجه ورد مثيله في الجزء الثاني من «رامبو» (1985)، الذي يعود فيه رامبو إلى فيتنام لتحرير رهائن. في ذلك الفيلم تحوّل كل شيء إلى معرض قتل وقتال، وهذا ما يبدو أن صانعي الفيلم المقبل سيُقدمون عليه.

