ساعة الذئب: لماذا نستيقظ في منتصف الليل دون سبب
تحدث ظاهرة غامضة لدى بعض الأشخاص، حيث يستيقظون في منتصف الليل دون سبب واضح، وتُعرف هذه الظاهرة باسم "ساعة الذئب". هذه التسمية ليست جديدة، حيث أخذت اسمها هذا منذ العصور القديمة؛ لأن الشيء الوحيد الذي كان يُسمع ليلاً في هذا الوقت هو عواء الذئاب.
لماذا نستيقظ فجراً؟
تحدث "ساعة الذئب" لعدة أسباب علمية، أولها أن النوم يصل إلى نقطة تحوّل بين الساعة الثالثة والرابعة فجراً، حيث ينتهي النصف الأول من الليل وتنتهي معه مرحلة النوم العميق، وتبدأ مرحلة النوم التالية، وهي مرحلة النوم الخفيف. وخلال الانتقال بين هاتين الفترتين من النوم ينخفض ضغط النوم، أي تنخفض الحاجة إلى النوم العميق، ويصبح الجسم أكثر قابلية للاستيقاظ لأي سبب كان.
أما السبب الثاني لـ "ساعة الذئب" هو حدوث نقطة تحوّل عصبية حيوية في أجسادنا بين الثالثة والرابعة فجراً، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم ويصل هرمون النوم الميلاتونين إلى ذروته، ويرتفع هرمون التوتر الكورتيزول لتهيئة الجسم لبدء اليوم، ونتيجة لذلك، نستيقظ عدة مرات خلال مرحلة النوم هذه، ولكن دون أن ننتبه، ونعود إلى النوم مجدداً.
العودة إلى النوم صعبة بعد "ساعة الذئب"
الاستيقاظ الواعي أو الانتباه إلى الاستيقاظ في هذه الساعة من الليل هو الذي يؤدي إلى اجترار الأفكار وعدم القدرة على النوم مجدداً. وفي هذه المرحلة يكون الإنسان في حالة من التدهور البدني والمعرفي، وهذه الحالة مخصصة في الواقع ليتمكن جسدنا وعقلنا من التعافي، ولكن سرعان ما تصبح دوامة سلبية خلال مرحلة الاستيقاظ، حيث لا تكون العلاقات الاجتماعية ولا آليات التأقلم التي نتبعها في الحياة اليومية مُتاحةً في هذا الوقت.
كيف تتغلب على أفكارك وتعاود النوم؟
نصحت كريستين بلوم، باحثة النوم، بعدم النظر على الساعة عند الاستيقاظ فجراً، وألا تركز على الأفكار التي تتوارد إلى ذهنك. كما يوصي الخبراء في مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية بالقيام بتمارين التنفس العميق؛ لأنها تنشط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، المسؤول عن الاسترخاء والنوم، أحد هذه التمارين هو تمرين 4-7-8، والتي تتضمن الشهيق من الأنف لمدة أربع ثوانٍ، وحبس النفس لمدة سبع ثوانٍ، ثم الزفير من الفم لمدة ثماني ثوانٍ. وينصح الخبراء أيضاً بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الضوضاء البيضاء؛ لأنهما يساعدان على الاسترخاء والعودة إلى النوم.

