الجفاف في تركيا: تحديات ومخاطر
تأثير الجفاف على إمدادات المياه
أدى الجفاف في ولاية تكيرداغ بشمال غرب تركيا إلى انقطاع مياه الشرب عن السدود الرئيسية في المنطقة، مما أدى إلى إجهاد البنية التحتية وترك بعض المنازل من دون مياه لأسابيع، بسبب الانخفاض الحاد في هطول الأمطار في البلاد هذا العام. وتقول السلطات إن الجفاف يمثل قضية حرجة، حيث حذرت عدة مقاطعات من محدودية إمدادات المياه العذبة هذا الصيف.
انخفاض نصيب الفرد من المياه المتجددة
تشير البيانات الرسمية إلى أن نصيب الفرد من المياه المتجددة في تركيا انخفض من نحو 1650 مترا مکعبا مطلع الألفية إلى ما دون 1300 متر مکعب حاليا، مقتربا من الخط الأحمر للإجهاد المائي. هذا الانخفاض يعكس التغيرات في هطول الأمطار وزيادة الاستهلاك المائي بسبب النمو السكاني والتنمية الاقتصادية.
انقطاعات المياه في المناطق الحضرية
شهدت مناطق مختلفة في إزمير، ثالث أكبر ولاية من حيث عدد السكان في تركيا، انقطاعات متكررة للمياه هذا الشهر، في حين أُبلغت بلدية أوشاك الغربية خلال عطلة نهاية الأسبوع أنها ستتمكن من الوصول إلى المياه لمدة 6 ساعات فقط في اليوم، مع استنفاد خزان المياه الرئيسي. هذه الانقطاعات تسبب مشاكل كبيرة للمواطنين وتؤثر على الحياة اليومية.
هطول الأمطار والجفاف
وانخفضت نسبة هطول الأمطار في يوليو/تموز في جميع أنحاء البلاد بنسبة 71% مقارنةً بالعام الماضي، وفقا لهيئة الأرصاد الجوية التركية. وفي منطقة مرمرة، التي تضم تكيرداغ وإسطنبول، انخفضت نسبة هطول الأمطار في يوليو/تموز بنسبة 95% عن المعدل الشهري. هذا الانخفاض في هطول الأمطار يزيد من حدة الجفاف ويؤثر على إمدادات المياه.
تأثير الجفاف على السدود
وتراجع منسوب المياه في سد نايب في تكيرداغ، الذي لم يشهد أي هطول للأمطار خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، إلى الصفر في أغسطس/آب، وأجبر ذلك السلطات على البحث عن بدائل مثل توصيل مياه الري للاستخدام المنزلي وبناء نظام ضخ لتوصيلها إلى المناطق الحضرية. هذا الوضع يظهر مدى تأثير الجفاف على البنية التحتية للمياه في تركيا.
استجابة السلطات للجفاف
وبحسب شركة الأشغال الهيدروليكية الحكومية، بلغ منسوب المياه في السد 21% في الفترة نفسها من العام الماضي. وقال محمد علي شيشمانلار، رئيس إدارة المياه والصرف الصحي في تكيرداغ، إن هطول الأمطار انخفض بشكل كبير على مدى العقد الماضي. كما أضاف أن الشركة تعمل على حفر آبار جديدة لاستخدام المياه الجوفية، وهو إجراء لا يُفضله عادةً.
تحديات المستقبل
ويضع تقرير "بؤر الجفاف حول العالم 2023-2025″، الصادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، تركيا ضمن النطاقات الحرجة الواقعة في حزام الجفاف الممتد من جنوب أوروبا حتى الشرق الأوسط. وحذر التقرير من أن استمرار الاتجاهات الحالية قد يدفع البلاد إلى حالة ندرة مائية حادة بحلول عام 2030، مع إمكانية تعرض ما يقرب من 80% من الأراضي الزراعية لموجات جفاف متكررة وشديدة خلال العقد المقبل. هذا التقرير يعكس الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمواجهة تحديات الجفاف في تركيا.

