تحذيرات من انخفاض الخصوبة العالمية
حذرت الدكتورة شانا سوان، العالمة الرائدة في مجال الإنجاب، من الحاجة الملحة لتنظيم استخدام المواد المضافة في البلاستيك المرتبطة بانخفاض أعداد الحيوانات المنوية على مستوى العالم. تشير أبحاثها إلى تراجع كبير ومتسارع في خصوبة الذكور، حيث انخفض عدد الحيوانات المنوية بمعدل حوالي 1% سنوياً خلال الخمسين عاماً الماضية، وأكثر من 2% سنوياً منذ عام 2000.
الأسباب Behind الانخفاض
تُشير سوان، أستاذة الطب البيئي في معهد ماونت سيناي، إلى أن السموم البيئية، وبخاصة المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البلاستيك، تلعب دوراً رئيساً في هذا الاتجاه المقلق. وتضيف أن تحليلها الإحصائي في 2017 أظهر انخفاضاً يقارب 60% في أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا بين عامي 1973 و2011.
المواد الكيميائية المسببة للقلق
هناك نوعان من المضافات البلاستيكية يثيران القلق بشكل خاص: الفثالات التي تجعل البلاستيك ليناً وتخفض مستوى التستوستيرون، والبيسفينولات التي تجعل البلاستيك صلباً وتزيد من مستوى الإستروجين. كلاهما يعطل وظيفة الغدد الصماء، خاصة لدى الأجنة، مما يؤدي إلى مشاكل تطورية تُعرف باسم "متلازمة الفثالات"، مثل صغر الأعضاء التناسلية وانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية في البلوغ.
التحديات في مكافحة التلوث
على الرغم من الأدلة العلمية المتزايدة، تعثرت جهود العالم لمكافحة تلوث البلاستيك وتنظيم المواد الكيميائية في محادثات الأمم المتحدة الأخيرة في جنيف. فشل المفاوضون في التوصل لاتفاق بعد اعتراضات من دول منتجة للنفط والغاز، مما أدى إلى استبعاد أي قيود ملزمة قانونياً على المواد الكيميائية الضارة في البلاستيك.
الحلول والتحديات
تُشدد الدكتورة سوان على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لإيجاد بدائل أكثر أماناً لهذه المواد السامة. بينما يمكن للأفراد تقليل التعرض عن طريق إعادة استخدام المواد وتجنب بعض أنواع البلاستيك واستخدام زجاجات، تؤكد أن التغيير النظامي في ممارسات التصنيع أمر أساسي. دون إجراءات عاجلة للحد من هذه السموم البلاستيكية، من المتوقع أن يستمر الانخفاض العالمي في الخصوبة والصحة الإنجابية، مما يهدد الأجيال القادمة بشكل كبير.

