مفترق الطرق: انسحاب القوات الأمريكية من العراق
خلفية الأحداث
أكد عضو الإطار التنسيقي، عصام شاكر، أن الحديث عن انسحاب الوحدات الأمريكية المنتشرة في قاعدتي عين الأسد والحرير في العراق "ليس مفاجئًا"، مشيرًا إلى أن الأمر جاء ضمن حوارات استمرت أكثر من 24 شهرًا. يُشير هذا إلى أن القرار كان نتيجة لمداولات مستمرة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية.
الوضع الأمني في العراق
يعتقد شاكر أن الوضع الأمني في العراق لم يعد بحاجة لوجود أي قوة قتالية، إذ هناك قوات قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. يرى أن انسحاب القوات الأمريكية لا يعني إلغاء الاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشن顿، فهي سارية المفعول وستبقى ضمن مساراتها المحددة. هذا يعكس التأكيد على استمرار التعاون بين البلدين في مجالات أخرى.
مخاوف من العدوان
يعتقد بعض المحللين أن الحديث عن احتمال تعرض العراق لأي عدوان بعد الانسحاب هي فرضيات يطلقها البعض لأجندة باتت معروفة.然而، يؤكد شاكر أن العراق بلد ذو سيادة وقادر على الدفاع عن نفسه. هذا يعكس الثقة في القوات العراقية وقدرتها على حماية البلاد.
مفترق اختبار السيادة
يتحدث عباس الجبوري، المختص في الشؤون الاستراتيجية، عن أن الانسحاب المرتقب لقوات التحالف الدولي من العراق يمثل “محطة حساسة” وسط التطورات الإقليمية المتسارعة. يُشير إلى أن الانسحاب لا يعني فراغاً كاملاً، لكنه قد يؤدي إلى إضعاف القدرات الاستخبارية والدعم الجوي الذي كان يوفره التحالف للقوات العراقية.
استثمار الفرصة
يعتقد الجبوري أن العراق يقف اليوم أمام مفترق طرق: إما استثمار الانسحاب لتعزيز السيادة وإثبات جاهزية القوات الأمنية، أو مواجهة خطر استغلال الفراغ من قبل فلول الإرهاب أو الأطراف غير المنضبطة. يُشدد على ضرورة تعزيز القدرات الوطنية والاعتماد على اتفاقات ثنائية مدروسة مع دول صديقة.
التحديات المستقبلية
يُشير الجبوري إلى أن الحفاظ على الاستقرار الداخلي يتطلب ضبط السلاح خارج إطار الدولة، وتوحيد القرار الأمني، وتأمين المنشآت الحيوية والحدود. يُؤكد أن انسحاب التحالف الدولي قد يشكل فرصة تاريخية لتعزيز السيادة العراقية، لكنه في الوقت نفسه ينطوي على مخاطر جدية إذا لم يتم الانتقال بشكل منظم ودقيق يجنب العراق الانزلاق في صراعات المحاور.
الخلفية التاريخية
يأتي الحديث عن انسحاب التحالف الدولي من العراق في ظل اتفاق مبرم بين بغداد وواشنطن يقضي بإنهاء مهمة التحالف القتالية وتحويلها إلى دور استشاري تدريبي، تمهيداً للخروج الكامل. يُذكر أن التحالف قد تشكل منذ عام 2014 بهدف دعم العراق في حربه ضد تنظيم داعش بعد سيطرته على مساحات واسعة من البلاد.
التحديات المستقبلية
ورغم إعلان العراق النصر العسكري على داعش عام 2017، إلا أن فلول التنظيم ما زالت تنشط في بعض المناطق الصحراوية والجبلية، ما جعل بقاء التحالف عامل دعم استخباري ولوجستي مهم. تواجه الحكومة ضغوطاً سياسية من أطراف محلية تطالب بخروج كامل للقوات الأجنبية باعتباره “استحقاقاً سيادياً”. فيما يحذر آخرون من أن الانسحاب السريع قد يخلق فراغاً أمنياً تستغله الجماعات المتطرفة.

