اكتب مقالاً عن
لقي 40 شخصا على الأقل حتفهم في إقليم دارفور غربي السودان، في ظل أسوأ تفشّ للكوليرا منذ سنوات في البلاد، التي تشهد حربا مستمرة منذ أكثر من عامين، حسبما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود.
وقالت المنظمة في بيان نشرته اليوم الخميس (14 أغسطس/آب 2024)، إنه “في منطقة دارفور وحدها، عالجت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 2300 مريض، وسجّلت 40 وفاة خلال الأسبوع الماضي”.
أركو مناوي لـDW: أكثر المصابين بمناطق الدعم السريع
وكان مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، قد صرح في حديث خاص لبرنامج “السودان الآن” الذي تبثه قناة “دي دبليو” (دويتشه فيله) أن “من يعانون الآن من وباء الكوليرا، موجودون في مناطق خارج مناطق تغطية الخدمات من الحكومة وأكثرهم في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، التي استولت على المناطق لكنها عاجزة جدا عن أن تقدم أي خدمات”.
وأضاف مناوي أن “هذه القوات (الدعم السريع) وقادتهم ليس عندهم أدنى فكرة عن كيفية تقديم الخدمات وكيفية الحوكمة”.
كما تطرق مناوي في حديثه مع DW إلى موضوعات أخرى بينها السلام في السودان والمساعدات الإنسانية وموقف دول المنطقة من الحرب في بلاده.
ما خطورة الكوليرا؟
الكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تعتبرها “مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.
وتقول المنظمة إن المرض “يمكن أن يكون مميتا في غضون ساعات إن لم يُعالج”، لكن يمكن معالجته “بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية”.
ومنذ تموز/يوليو 2024، سجّلت حوالي 100 ألف إصابة بالكوليرا في كل أنحاء السودان، وفقا لأطباء بلا حدود، مع انتشار المرض “في كل ولايات السودان”.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، سجّلت أكثر من 2408 وفيات في 17 ولاية من إجمالي 18 ولاية سودانية، منذ آب/أغسطس 2024. كما سجلت منظمة الصحة العالمية نحو أربعة آلاف وفاة جراء الكوليرا في أنحاء العالم منذ مطلع 2025، أكثر من 95% منها في إفريقيا.
وحذّرت اليونيسف من أنّ أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة معرّضون لخطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها، حيث تدور معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الفاشر.
الاتحاد الأوروبي يدعو للسماح بدخول المساعدات
ودعا الاتحاد الأوروبي الخميس “كل الأطراف” في السودان إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية الدولية “بشكل عاجل”، في ظل تواصل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وشددت بروكسل في بيان وقعته أيضا اليابان وكندا والمملكة المتحدة على أهمية “حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
وفي البلد الذي مزقته الحرب، أصبح إيصال المساعدات الإنسانية شبه مستحيل. وقد يؤدي موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في آب/أغسطس، إلى تفاقم الأزمة الصحية. ويعاني حوالى 25 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان، حيث انتشرت المجاعة في مناطق عدة وأودت بعشرات الآلاف.
الوضع الإنساني في السودان
يشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
وتسببت الحرب في السودان وفق الأمم المتحدة في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وأدت إلى انقسام البلاد بحكم الأمر الواقع بين المتحاربين، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب.
تحرير: صلاح شرارة
باللغة العربية لتسهيل قراءته. حدّد المحتوى باستخدام عناوين أو عناوين فرعية مناسبة (h1، h2، h3، h4، h5، h6) واجعله فريدًا. احذف العنوان. يجب أن يكون المقال فريدًا فقط، ولا أريد إضافة أي معلومات إضافية أو نص جاهز، مثل: “هذه المقالة عبارة عن إعادة صياغة”: أو “هذا المحتوى عبارة عن إعادة صياغة”: