مقدمة
تحدثت صاحبة الشعر الأحمر همساً في المقصورة مع القس الشاب، الذي طالع كتاب الأدعية لثوانٍ، وتمتم شيئاً، ثم تطلع ثانية، وتمتم مجدداً، ثم أغلق الكتاب، وكرس نفسه تماماً للمحادثة.
رحلة إلى بوليموت
«سان فرنسيسكو؟»، سأل القس. «نعم»، ردت ذات الشعر الأحمر: «أرسلنا زوجي مرة إلى هناك، وأسافر الآن لرؤية أصهاري، سأراهم للمرة الأولى. وعليَّ المغادرة من بوليموت». «لديك ما يكفي من الوقت»، قال القس بصوت خافت: «بل الكثير من الوقت». «حقاً؟»، سألت المرأة الشابة بهمس. كانت بالغة الطول، بدينة، شاحبة، وجلست هناك بوجهها الطفولي مثل دمية، بينما التقطت ابنتها، التي تبلغ الثالثة من العمر، كتاب أدعية القسيس وصارت تتمتم تقليداً له.
منظر المطر
المطر ينهمر، والماء يسيل على زجاج الشبابيك، والفلاحون يخوضون في الخارج على مروجهم الفائضة كي يجمعوا قشهم؛ ملابس منشورة على الأسيجة الشجرية تحت رحمة المطر، كلاب مبللة تنبح على القطار، أكباش هاربة، والفتاة تقرأ دعاءها وتتمتم أحياناً بأسماء سمعتها في صلاة المساء: يسوع، القديسة ماريا، ارحما بالأرواح الضائعة أيضاً.
محادثة في القطار
تحدثت المرأة الشابة مع القس عن رحلتها إلى سان فرنسيسكو، وأخبرته أنها لم تأتي من قبل إلى بوليموت، وأنه يجب عليها ركوب الحافلة من هناك لمسافة عشرين ميلاً، ثم السير على القدمين عبر المستنقعات. أخافتها الفكرة، وأخبرت القس أنها تخاف من الماء. رد القس أنها لا يجب أن تخاف، وأن المطر هو فقط الذي يجعلها تشعر بالخوف.
ناظر المحطة
تطلع ناظر المحطة بحزن إلى القطار المغادر ببطء: قد يسأل نفسه أحياناً ما إذا لم يكن في حقيقة الأمر حارس مقبرة، أربعة قطارات في اليوم، قطاران يصلان، وقطاران يغادران، وربما قطار حمل إضافي، يتهادى بحزن، كأنه ذاهب إلى مأتم دفن قطار حمل آخر.
رحلة إلى درومكليف تشيرتشيارد
هاينريش بول، روائي ألماني، يسافر إلى درومكليف تشيرتشيارد، ويجلس في تاكسي مع سائق لطيف. السائق يسأله عن وجهته، ويلتفت إليه باستغراب عندما يسمع أنه يريد الذهاب إلى درومكليف تشيرتشيارد. يخبر السائق بول أن لا أحد يسكن هناك، لكن بول يصر على رغبته في الذهاب.
زيارة قبر ييتس
يصل بول إلى درومكليف تشيرتشيارد، ويتوجه إلى قبر الشاعر وليم بتلر ييتس. يقف هناك لحظة، ويتأمل الغربان السود تحلق حول البرج، ويشعر بالبرد. يقرأ كلمات ييتس على قبره، ويحس بالحزن والوحدة.
العودة إلى المحطة
يركب بول التاكسي مرة أخرى، ويرجع إلى المحطة. يشعر بالسكينة والهدوء بعد زيارة قبر ييتس، ويتأمل الصخور في الضباب، والغربان السود تحلق حول الكنيسة الوحيدة.