أزمة الكهرباء في العراق: انطفاء المنظومة الوطنية
خلفية الأزمة
غرق العراق في ظلام دامس امتد من بغداد إلى معظم المحافظات، بعد انطفاء تام للمنظومة الكهربائية الوطنية نتيجة خلل في خط 400 ك.ف في محافظة بابل. هذا الحدث أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر الأزمات المزمنة التي أثقلت كاهل العراقيين منذ أكثر من عقدين.
الأسباب والآثار
محافظ البصرة، أسعد العيداني، أكد أن الخلل الذي أصاب خط 400 في بابل أدى إلى توقف المنظومة بالكامل، مشيرًا إلى أن هذا الخط يعد محورًا حيويًا في توزيع الطاقة على عموم البلاد. وأوضح أن الفرق الفنية باشرت العمل على إعادة الخدمة تدريجيًا، وأن الكهرباء بدأت تعود بالفعل في بعض المناطق.
التطورات الحالية
مدير عام كهرباء الجنوب، غيث نجم، أوضح أن الانقطاع كان نتيجة "خلل فني عارض"، مشيرًا إلى أن الموقف إيجابي، وأن التيار سيعود تدريجيًا خلال ساعة أو ساعتين. كما أعلن مدير عام نقل الطاقة في المنطقة الجنوبية، علي زهير، أن أربع محافظات جنوبية بدأت تشهد عودة تدريجية للكهرباء، وسط جهود مكثفة لإعادة المنظومة إلى كامل طاقتها.
تاريخ الأزمة
يعود تاريخ أزمة الكهرباء في العراق إلى عام 2003، حيث لم تفلح الحكومات المتعاقبة في وضع حد نهائي لهذه المشكلة، رغم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات على مشاريع الإنتاج والنقل والتوزيع. ومع نمو عدد السكان وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، تبقى المنظومة الوطنية عاجزة عن تلبية الاحتياجات، ما يدفع المواطنين للاعتماد على المولدات الأهلية بتكاليف مرتفعة.
الحلول المستقبلية
يرى مختصون أن حل أزمة الكهرباء في العراق يتطلب استراتيجية شاملة، تبدأ بتحديث البنية التحتية للشبكة، وتنويع مصادر الطاقة، واستثمار الطاقات المتجددة، إلى جانب مكافحة الفساد وتفعيل الرقابة على العقود. ويؤكدون أن التجارب الدولية تثبت أن الإصلاح الجذري ممكن، لكن بشرط توفر الإرادة السياسية والاستقرار الأمني.
الخلاصة
مع انطفاء اليوم، يجد العراقيون أنفسهم أمام مشهد مألوف، حيث يعود الظلام ليذكّرهم بأن أزمة الكهرباء ما زالت جرحًا مفتوحًا، وأن الوعود لم تتحول بعد إلى واقع ملموس. يبقى التحرك الفعّال والاستراتيجي نحو حل هذه الأزمة ضروريًا لتحسين أوضاع الحياة في العراق.

