زيارة علي لاريجاني إلى بغداد وبيروت: خطوة استراتيجية تهمس بتفاصيل جديدة
الملف العراقي: مستقبل الحشد الشعبي وسيادة الدولة
وصف السفير الإيراني السابق في النرويج والمجر وأستاذ الجغرافيا السياسية عبد الرضا فرجي راد زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بغداد وبيروت بأنها "خطوة ذات أهمية استراتيجية"، مؤكداً أنها قد تؤثر بشكل مباشر على ملفات إقليمية حساسة تشمل المفاوضات النووية، ومستقبل الحشد الشعبي في العراق، ودور حزب الله في لبنان، واحتمالات اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل.
الملف اللبناني: تجنب المواجهة الداخلية
أكد فرجي راد أن مباحثات لاريجاني في بغداد تركز على مستقبل قوات الحشد الشعبي، في ظل موقف الحكومة العراقية القاضي بضرورة حصر السلاح بيد القوات النظامية. واعتبر أن لاريجاني قد يسعى إلى تهدئة التوتر بين الحشد الشعبي والحكومة العراقية لتفادي أي صدام داخلي محتمل. وفي الشأن اللبناني، أوضح فرجي راد أن الزيارة تأتي وسط تصاعد الخلاف بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، مع دعم أمريكي لمطالب بعض القوى السياسية بنزع سلاح الحزب، وهو ما يتقاطع مع أهداف إسرائيل.
دور العراق في أي حرب مقبلة مع إسرائيل
كشف فرجي راد أن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً شهدت تنفيذ معظم الغارات الإسرائيلية على إيران عبر الأجواء العراقية، ما دفع مسؤولين إيرانيين، بينهم عباس عراقجي، لتقديم احتجاج رسمي لبغداد. وأكد أن زيارة لاريجاني ستتيح مناقشة هذا الملف، خاصة مع تزايد المخاوف من تكرار السيناريو في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل.
التوقيت الحساس لزيارة لاريجاني
تأتي زيارة لاريجاني إلى بغداد وبيروت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة تداخل ملفات سياسية وأمنية معقدة، من أبرزها تعثر المفاوضات النووية بين طهران والغرب، وتزايد الضغوط على حلفاء إيران في العراق ولبنان، إضافة إلى تصاعد التوتر مع إسرائيل. في العراق، يتزامن التحرك الإيراني مع تصاعد الجدل حول مستقبل الحشد الشعبي، وضغوط الحكومة لحصر السلاح بيد القوات النظامية، في ظل مخاوف من أن تؤدي هذه الخلافات إلى احتكاكات داخلية. أما في لبنان، فالزيارة تأتي وسط انقسام سياسي حاد بشأن سلاح حزب الله، مع تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لإضعاف نفوذ الحزب.

