موقف إيران من حل الحشد الشعبي: تداعيات داخلية وإقليمية
رفض إيران لحل الحشد الشعبي
أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية، محمد التميمي، اليوم الاثنين (11 آب 2025)، أن إعلان إيران رفضها حل الحشد الشعبي في العراق يعكس استمرار طهران في النظر إلى الحشد كأداة استراتيجية ضمن نفوذها الإقليمي، ولا سيما في الساحة العراقية التي تمثل محوراً أساسياً في سياستها الأمنية والسياسية.
التداعيات الداخلية
وأوضح التميمي أن هذا الموقف قد يترك جملة من التداعيات، أبرزها على الصعيد الداخلي، حيث من المرجح أن يزيد من حدة الجدل السياسي حول مستقبل الحشد الشعبي، ويعمّق الانقسام بين القوى المؤيدة لبقائه ضمن المنظومة الأمنية، وتلك التي تطالب بحصر السلاح بيد الدولة.
التداعيات الإقليمية والدولية
وأشار إلى أن الأمر يضع الحكومة العراقية أمام معادلة معقدة في علاقاتها مع طهران، بين الحفاظ على التزاماتها السيادية وبين مواجهة الضغوط الإقليمية، وهو ما قد يؤثر على مسار الحوار الثنائي بين البلدين، فضلاً عن انعكاساته المحتملة على الاستقرار الداخلي وإصلاح القطاع الأمني.
السياق الإقليمي والدولي
وبيّن التميمي أن الموقف الإيراني سيتجاوز الساحة العراقية ليأخذ بعداً إقليمياً ودولياً، حيث سيُقرأ في سياق صراع النفوذ بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها، الأمر الذي قد يفاقم الضغوط الدولية على بغداد للحد من نفوذ الفصائل المسلحة المرتبطة بالخارج.
مستقبل الحشد الشعبي
ومع انتهاء العمليات العسكرية ضد داعش، برز الجدل حول مستقبل الحشد ودوره داخل المنظومة الأمنية، إذ يرى مؤيدوه أنه قوة وطنية ساهمت في حماية البلاد ويجب دمجها رسمياً ضمن المؤسسات الأمنية، بينما يعتبره معارضوه مظلة لفصائل مسلحة بعضها مرتبط بالخارج ويشكل تحدياً لسيادة الدولة.
ملف الحشد الشعبي بين بغداد وواشنطن وطهران
وخلال السنوات الماضية، شكّل ملف الحشد أحد أبرز محاور التجاذب السياسي بين بغداد وواشنطن من جهة، وطهران من جهة أخرى، حيث تعتبره إيران أداة استراتيجية ضمن نفوذها الإقليمي، فيما تسعى أطراف داخلية وخارجية لحصر السلاح بيد الدولة وإعادة هيكلة القطاع الأمني.