مستقبل الإطار التنسيقي بعد الانتخابات المقبلة
التطورات السياسية في العراق
وسط تزايد المؤشرات على تحولات سياسية مرتقبة في العراق، تحدّث الباحث في الشأن السياسي، علي ناصر، عن إمكانية مغادرة الإطار التنسيقي لاسمه وشكله الحالي بعد الانتخابات المقبلة. هذا التغيير المحتمل يأتي في ظل متغيرات داخلية وخارجية قد تعيد رسم خارطة التحالفات، خاصة إذا ما ترافق ذلك مع ضغوط أميركية تستهدف شخصيات أو مصالح اقتصادية تابعة لأطراف رئيسية فيه.
تأسيس الإطار التنسيقي وتحولاته
تأسس "الإطار التنسيقي" في أعقاب الانتخابات المبكرة عام 2021، وسرعان ما تحوّل إلى الكتلة البرلمانية الأكبر بعد انسحاب نواب التيار. بحسب مراقبين للشأن السياسي، فقد نجح الإطار في تشكيل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني، وتحقيق نوع من الاستقرار الأمني والسياسي، فضلًا عن إدارة علاقات خارجية متوازنة نسبيًا.然而، بمرور الوقت، أصبح الإطار أكثر من مجرد تحالف انتخابي، بل أداة للحكم، ما جعله عرضة لتحديات من الداخل والخارج.
تأثير الانتخابات المقبلة على الإطار التنسيقي
يؤكد الباحث علي ناصر أن "الانتخابات المقبلة ستشكل عدة قوى جديدة قد تختلف فيها الموازين بعد تشكيل تحالف السوداني، وربما سيغير هذا شكل الإطار التنسيقي بعد الانتخابات". يشير ناصر إلى أن حجم الإنجاز الحكومي الحالي، خاصة في ما يتعلق بتحييد العراق عن صراعات إقليمية كبيرة، سيلعب دورًا في رسم شكل التحالفات المقبلة.
التحديات المحتملة والإمكانيات
ويرى ناصر أن بقاء الإطار بشكله الحالي ليس مضمونًا، خاصة في حال تعرض بعض الشخصيات لضغوط اقتصادية أو سياسية أميركية قد تمنعهم من الاستمرار في العمل السياسي. ويضيف: "كل هذه في ظل الظروف الحالية التي يتمتع فيها العراق من استقرار نسبي للأمن، لكن السيناريوهات قد تتغير إذا ما كانت هناك ضغوط أكبر من قبل الولايات المتحدة". مؤكدًا أن حجم المقاعد البرلمانية التي ستحصل عليها الكتل بعد الانتخابات سيكون العامل الحاسم في شكل التحالفات المستقبلية.
مستقبل الإطار التنسيقي في ظل المتغيرات
ويبدو أن مستقبل الإطار التنسيقي مرهون بمتغيرات مزدوجة: من جهة نتائج الانتخابات وتحالفات ما بعدها، ومن جهة أخرى شكل العلاقة مع الولايات المتحدة، في حال قررت واشنطن تصعيد أدوات الضغط على قوى سياسية مؤثرة في التحالف. ينبه ناصر إلى أن أي تهديد خارجي بضرب العراق أو استهداف شخصيات سياسية قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو استبعاد قوى منها، ما يعني تغيرًا حتميًا في شكل التحالفات القائمة اليوم.

