تحيز الذكاء الاصطناعي
كشفت دراسة حديثة عن أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن ضمنه "تشات جي بي تي"، يوصي برواتب أقل للنساء بالمقارنة مع الرجال، حتى في حال التساوي في المؤهلات. وفي الدراسة التي أعدها أستاذ الذكاء الاصطناعي والروبوتات في جامعة "فورتسبورغ – شفاينفورت" التقنية في ألمانيا إيفان يامشيكوف، أجريت اختبارات على خمس أدوات ذكاء توليدي هي من الأكثر شيوعاً، ومنها "تشات جي بي تي"، وطلب فيها اقتراح رواتب لنماذج ملفات تعريف لمستخدمين لا تختلف إلا من جهة الجنس، فيما كان المستوى التعليمي والخبرة والوظيفة ذاتها. وكانت الإجابة لافتة وأحدثت ردود فعل مستنكرة لهذا التحيز الذي ظهر في أداة الذكاء الاصطناعي الأكثر استخداماً.
انعدام المساواة في الواقع
أوضحت دراسات أن أجور النساء تعتبر أقل من تلك التي يتقاضاها الرجل في مختلف المجالات، وإن تفاوت الفرق بين الجنسين بين مجال وآخر. وتعود هذه الفجوة إلى عوامل كثيرة، منها اجتماعية واقتصادية وثقافية وتشريعية. ففي مجتمعاتنا لا تزال المرأة تعتبر مكملة للرجل في الدور الذي تؤديه في المجتمع. فلا يزال ينظر إليه على أنه معيل العائلة ويتحمل مسؤولية أفرادها، ويجري التعاطي معه على هذا الأساس. في المقابل يعتبر الأجر الذي تتقاضاه المرأة خاصاً بها وحدها، وهذا ما ينعكس على التفاوت في الأجور بين الجنسين بالدرجة الأولى.
عوامل الفجوة في الأجور
تعود الفجوة في الأجور بين الجنسين إلى عوامل كثيرة، منها أن المرأة تعتبر مسؤولة عن البيت والأولاد، فتبقى في موقع أضعف في سوق العمل. على رغم المساعي إلى تحقيق المساواة، هي لا تنمو على ذهنية المساواة بينها وبين الرجل بل يبقى الرجل مسؤولاً عنها في ذهنها وثقافتها، وهي لا تتحدى لتدخل سوق العمل بالمستوى نفسه على رغم المساواة المطلوبة لتغيير الصورة النمطية. مع الإشارة إلى أنه في السابق كان الرجل يتعلم أكثر من المرأة، مما يفسر تفوقه في مجال العمل من ناحية الأجر. أما اليوم فالمرأة تتعلم بصورة عامة بالمستوى ذاته، لكن بقيت الصورة النمطية عائقاً أمامها.
تحديات المرأة في سوق العمل
تعتبر المرأة في سوق العمل تواجه تحديات كثيرة، منها الصورة النمطية السائدة التي تعتبرها مكملة للرجل، وعدم المساواة في الأجور، وعدم توافر فرص العمل التي تناسبها. كما أن هناك قلقاً من أن تؤثر المرأة على سوق العمل إذا ما دخلت إليه، خاصة مع أن هناك فجوة في الأجور بين الجنسين. مع ذلك، هناك مساعي جارية لتحقيق المساواة بين الجنسين في سوق العمل، وتوفير فرص العمل التي تناسب المرأة، وتعزيز دورها في المجتمع.
مستقبل المرأة في سوق العمل
يتطلع مستقبل المرأة في سوق العمل إلى تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين، وتوفير فرص العمل التي تناسبها، وتعزيز دورها في المجتمع. كما أن هناك توقعاً بأن تزيد مشاركة المرأة في سوق العمل، وتتوسع فرصها في مختلف المجالات. مع ذلك، هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق هذه الأهداف، وتوفير الدعم اللازم للمرأة لتمكينها من المشاركة الفعّالة في سوق العمل.
الخلاصة
يؤكد المقال على أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في سوق العمل، وتوفير فرص العمل التي تناسب المرأة. كما يؤكد على حاجة المرأة إلى الدعم اللازم لتمكينها من المشاركة الفعّالة في سوق العمل. مع ذلك، هناك تحديات كثيرة تواجه المرأة في سوق العمل، منها الصورة النمطية السائدة، وعدم المساواة في الأجور، وعدم توافر فرص العمل التي تناسبها. ورغم كل ذلك، هناك مساعي جارية لتحقيق المساواة بين الجنسين في سوق العمل، وتوفير فرص العمل التي تناسب المرأة، وتعزيز دورها في المجتمع.

