زوينة آل تويّه: المترجم يُفاوض «شبح المؤلف» في أحيان كثيرة
زوينة آل تويّه هي مترجمة عمانية لها العديد من الأعمال المهمة المترجمة عن اللغة الإنجليزية. تشمل أعمالها المترجمة رواية "بارتبلي النساخ" لهرمان ميلفل، ورواية "الهدية الأخيرة" لعبد الرزاق قرنح، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2021، و"شهر في سيينّا" لهشام مطر، و"وحده العالم يصحو" لماريا بوبوفا، و"عمدة كاستربريدج- قصة رجل محترم" لتوماس هاردي.
حصلت زوينة على الماجستير في الترجمة من جامعة إدنبره بإنجلترا، وأشرفت على مختبر الترجمة في مؤسسة "بيت الزبير". لها أيضًا مجموعة قصصية بعنوان "المرأة الواقفة تجلس".
تجربة الترجمة
ترجمة زوينة لكتاب "شهر في سيينّا" لها خصوصيتها بسبب الحس اللغوي اللافت والاهتمام الدقيق بترجمة التفاصيل الفنية المرتبطة بالأعمال التشكيلية والرحلة السيينية. تقول زوينة إن الترجمة تشبه العودة إلى الوطن بعد طواف في الأرض، ولا سيما أنها كتبت في بلاد أجنبية. كانت الترجمة تجربة شديدة التحدي بسبب تعقيد الفكرة والاحتياج إلى جلوس أمام كل لوحة وتصورها كما تصورها الكاتب.
تحديات الترجمة
ترجمة زوينة لكتاب "الجسد في الغزل العذري" حملت تحديًا من نوع آخر. كان الكتاب مكتوبًا بالإنجليزية، وشاركت الكاتبة شغفها بالشعر العربي القديم. ترجمة الكتاب كانت مثل العودة إلى الوطن بعد طواف في الأرض، ولا سيما أنها كتبت في بلاد أجنبية. كانت هناك حاجة إلى إعادة نظر في بعض المراجع التي لم تعد متاحة، وكان لزامًا على زوينة البحث عن مصادر أحدث تناولت الموضوع.
تكرار ترجمة الأعمال الكلاسيكية
تعتقد زوينة أن إعادة ترجمة بعض الأعمال، خصوصًا الأعمال الكلاسيكية، تمنحها الحياة والولادة من جديد. يشكل وجود أكثر من ترجمة لعمل واحد فرصة للقارئ لاختيار ترجمة بعينها ومترجم بعينه. ومع ذلك، تؤثر عشوائية إعادة الترجمة في هذه العوامل كلها، وتكثر في الترجمات العربية، وتخلق ارتباكًا في المشهد القرائي.
الترجمة عن لغة وسيطة
تعتبر زوينة أن الترجمة عن لغة وسيطة أمرًا شائكًا، لأن المترجم يترجم ترجمة لا نصًا أصليًا. يتعقد الأمر إذا كان الكاتب معروفًا بحيله السردية أو غموض أسلوبه. لاحظت زوينة هذا في ترجمة رواية "الجنة" لمييكو كاواكامي، حيث وجدت ارتباكًا في النص المترجم.
التفاوض في الترجمة
تعتقد زوينة أن المفاوضة في الترجمة أمر لا بد منه بغية الوصول إلى تسوية. يفاوض المترجم أطرافًا عدة، بما في ذلك النص الأصلي، والنص المترجم، والثقافة التي ينتمي إليها النصان، ومؤلف النص الأصل، والقارئ، والناشر. تخبر زوينة عن تجربتها في ترجمة رواية "الهدية الأخيرة" لعبد الرزاق قرنح، حيث تحفظت الجهة الراعية لترجمة أعمال قرنح على بعض المفردات الواردة في الرواية.
جهود الترجمة العكسية
تعتقد زوينة أن جهود الترجمة العكسية من العربية إلى الإنجليزية أقل من المستوى الذي نطمح إليه. تعتبر أن هناك حاجة إلى مشاريع مثل "مشروع بروتا" الذي أسسته الأديبة والمترجمة والناقدة والأكاديمية الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، والذي عني بنقل الأدب العربي إلى الإنجليزية. تشير إلى أن معظم الكتب المترجمة أصبحت روايات، وقلّما نرى دواوين شعر وكتبًا فلسفية ونقدية وعلمية مترجمة.

