أزمة المياه في البصرة: كارثة بيئية وصحية تلوح في الأفق
تتصاعد يومًا بعد يوم معاناة سكان البصرة بفعل أزمة المياه المالحة، في ظل غياب حلول فاعلة وتراجع الأمل بحل قريب. كشفت الأرقام الصادمة عن كارثة بيئية وصحية تلوح في الأفق، حيث تجاوز عدد المتضررين عتبة المليوني نسمة، وسط تحذيرات من كارثة صحية وبيئية وشيكة تهدد حياة الأهالي في أكثر من منطقة.
تأثير الأزمة على السكان
يعاني أكثر من مليوني شخص من سكان محافظة البصرة من آثار المياه المالحة، خصوصًا في مناطق شط العرب، الفاو، قضاء أبو الخصيب، إضافة إلى 90% من مناطق مركز قضاء البصرة. تشير المؤشرات إلى احتمالية وجود أكثر من 30 ألف إصابة بأمراض جلدية وحساسية مرتبطة بشكل مباشر بالمياه المالحة. هذه الأرقام قد تكون أقل من الواقع الفعلي الذي يشير إلى كارثة صحية متفاقمة.
الأسباب الجذرية للأزمة
لم تعد الأزمة البيئية مجرد خلل في البنية التحتية، بل تحولت إلى تهديد مباشر لصحة السكان، لا سيما مع تسجيل حالات جلدية مزمنة وأمراض تحسسية وتنفسية ناتجة عن استخدام المياه المالحة في الاستحمام والغسيل. تُعد مشكلة ملوحة المياه في البصرة من الأزمات المزمنة التي تعود جذورها إلى سنوات طويلة، وتفاقمت مع تقلّص الحصص المائية القادمة من نهري دجلة والفرات.
الحلول المقترحة
رغم تعهد الحكومات المتعاقبة بإيجاد حلول استراتيجية، إلا أن أغلب المشاريع لا يزال في مراحله الأولى والواقع الميداني لا يزال يراوح مكانه. يدعون مراقبون إلى إطلاق خطة طوارئ حقيقية تشمل توفير محطات تحلية متنقلة، وتعزيز الإطلاقات المائية من منابع دجلة، ومراقبة الشبكات المائية لضمان عدم تلوّثها بمياه البحر. يجب على الجهات المعنية مواجهة الأزمة بجدية وسرعة لمنع تفاقم الوضع وتحقيق حياة كريمة للسكان.