رضا شعبى بحملات القبض على عدد من مشاهير «التيك توكرز» استناداً إلى بلاغات متعدِّدة قُدمت ضدهم تتهمهم بنشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظاً خادشةً للحياء العام، وتُروِّج لسلوكيات يرفضها المجتمع وفقا لعاداته وتقاليده، وكذلك المساهمة في نشر ثقافات تتنافى مع الآداب العامة والقيم المجتمعية المصرية، والأخطر تهديد الذوق العام وقتل القدوة والنموذج في المجتمع ما له بالغ الأثر على مستقبل الأجيال الصغيرة خاصة أنه يستهدف المراهقين وهذه الفئة الصغيرة، فضلا عن استهداف المرأة المصرية، وفوق هذا كله هناك حديث يتسع حول ارتكاب جرائم جنائية مثل غسيل الأموال والمخدرات والاتجار في البشر، لذلك نالت حملات وجهود وزارة الداخلية حالة من الرضا والاحتفاء من قل المواطنين، باعتبار أن هذا ظاهرة تداعياتها خطيرة.
وما يجب أن ننتبه إليه، أن انتشار ظاهرة “التيك توكرز” يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشكلات النفسية والاجتماعية، وذلك بسبب طبيعة المحتوى والخوارزميات، مثل مشكلة الإدمان الرقمي، وكذلك مشكلة العزلة الاجتماعية وانفصام السخصية، والذى قد تؤثر هذه المشاكل على الحياة بشكل عام ما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق، ما والإحباط واليأس والشعور بعدم الرضا عن الذات، فضلا عن مشكلات لها علاقة بالدراسة والحياة العملية.
لذلك، علينا الانتباه ايضا أن هناك تغيرات كثيرة في الشخصية المصرية، ترجع لعوامل مختلفة، منها، البحث عن مكسب سريع، وزيادة البطالة، وزيادة أوقات الفراغ، وغيرها، وبالتالي المشكلة ليست في صُناع المحتوى وحدهم؛ بل في متابعيهم الذين يزدادون يوماً بعد يوم.
ما يتطلب دراسات اجتماعية وسلوكية لرصد ظاهرة “التيك توكرز” وأسبابها، ومن ثم وضع حلول لمعالجتها، وعلى ضرورة وضع ضوابط واضحة لإنشاء الحسابات، إلى جانب مراقبة دقيقة للمحتوى، والتعامل السريع مع أي مواد تهدد الذوق العام مع تشديد العقوبات المتعلّقة بجرائم الابتزاز والنصب الإلكتروني، والتعدّي على القيم الأسرية.