مشهد انتخابي متأرجح في النجف
في قلب النجف، المدينة التي تحمل عبق المرجعية الدينية وعمق الحراك الشعبي، يتشكل مشهد انتخابي متأرجح بين القبول والرفض، بين الإحباط الذي فرضه الواقع السياسي، والطموح الذي لا يزال ينبض في عقول بعض الفاعلين أملاً في التغيير عبر صناديق الاقتراع.
دعوات للمشاركة الواعية
دعا الناشط السياسي النجفي ميثم الخلخالي، إلى ضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات، مؤكدًا أن "العزوف عنها يُسهم في ترك الساحة لأمراء المال السياسي والمتنفذين". وقال إن "الديمقراطية هي السبيل الوحيد للتغيير السلمي، والمشاركة في الانتخابات تمثّل أحد أبرز أدواتها".
تحديات العملية الانتخابية
تشهد النجف، كغيرها من مدن العراق، حالة من الانقسام الحاد تجاه العملية الانتخابية، إذ يرى قطاع واسع من المواطنين أن الانتخابات باتت أداة لتكريس النفوذ بدلًا من تغييره، بسبب هيمنة الأحزاب التقليدية واستشراء ظاهرة المال السياسي والسلاح المنفلت.
جذور النفور
تعود جذور هذا النفور إلى إخفاقات الحكومات المتعاقبة في تحسين الأوضاع المعيشية وتقديم الخدمات، إضافة إلى فضائح الفساد وتسييس القضاء وتراخي الدولة في تطبيق القوانين الناظمة للانتخابات.
الثغرات القانونية والتنفيذية
يشير الخلخالي إلى جملة من الثغرات القانونية والتنفيذية التي تهدد نزاهة الانتخابات، وعلى رأسها عدم تطبيق قانون الأحزاب بالشكل الكامل، واستغلال المناصب الحكومية للدعاية الانتخابية، وتفشي المال السياسي وسط غياب الرقابة الصارمة على تمويل الحملات الانتخابية.
مستقبل العملية الديمقراطية
ما بين المشاركة والرفض، تتأرجح إرادة الناخب النجفي كما يتأرجح العراق كله على حافة الأمل واليأس. وفي ظل غياب تطبيق القانون واستمرار هيمنة الأحزاب المتنفذة، تبدو الانتخابات القادمة اختبارًا حاسمًا ليس فقط لإرادة التغيير، بل أيضًا لقدرة الدولة على استعادة ثقة المواطن.

