الدمى المسكونة: BETWEEN الواقع والأساطير
في عالم يمتزج فيه الواقع بالخيال، تظل الدمى جزءاً لا يتجزأ من تجاربنا منذ الطفولة. ومع ذلك، هناك جانب مظلم لهذه الألعاب البريئة، جانب يثير الخوف والرعب في قلوب كثيرة. في هذا المقال، سنغوص في عالم الدمى المسكونة، ونستكشف القصص والأساطير التي تحيط بها.
لماذا نرتعب من الدمى؟
الدمى، منذ القدم، مرتبطة بالطفولة والبراءة، لكنها تحمل في تصميمها ما يخيف النفس البشرية. فهي تشبه الإنسان بصورة كبيرة، إلا أن ملامحها الثابتة وعيونها الزجاجية أو المرسومة ذات النظرات الجامدة تشير إلى غياب الروح، وهنا يكمن اللغز.
فسر علماء النفس هذه الظاهرة بما يعرف بـ"وادي الغرابة"، وهو مصطلح ابتكره عالم الروبوتات الياباني، ماساهيرو موري عام 1970. وفقاً لموري، الشعور بالانزعاج الذي ينتابنا عندما نرى شيئاً يشبه الإنسان لكنه ليس كاملاً يعود إلى التفاوت بين الشكل المتوقع والواقع، مما يثير رد فعل غريزياً من الغرابة وعدم الراحة.
الدمية روبرت: بداية الأساطير الغربية
في عام 1904 بمدينة كي ويست في فلوريدا، بدأت قصة الدمية "روبرت" التي كان يعتقد أنها مسكونة. أهديت هذه الدمية لطفل يدعى يوجين أوتو، ولم يمض وقت طويل حتى بدأت العائلة تلاحظ تصرفات غريبة وغير مفسرة مرتبطة بالدمية.
دمى "الفودو": ألعاب سحرية وأدوات انتقام
في مناطق الكاريبي وغرب أفريقيا، تحمل دمى "الـفودو" معاني عميقة تتجاوز كونها مجرد ألعاب للعب أو زينة منزلية. تستخدم هذه الدمى كأدوات طقسية في ممارسات دينية وسحرية تعود جذورها إلى التقاليد الأفريقية القديمة.
الدمى في التراث العربي
على رغم عدم وجود قصص مشهورة على نطاق واسع عن دمى مسكونة في التراث العربي، فإن هناك حكايات محلية تحمل طابعاً من الغموض والرعب. في اليمن، هناك حكاية عن دمية قماش تهدى للعروس ليلة زفافها، ويقال إن هذه الدمية قد تحمل بركة أو لعنة حسب طريقة التعامل معها.
تحويل الألعاب إلى أساطير رعب درامية
لم تكتف السينما الأميركية بعرض الدمى كألعاب بريئة، بل حولتها إلى رموز للرعب والشر. فيلم "صمت قاتل" الصادر عام 2007 وسلسلة "لعب الأطفال" التي انطلقت عام 1988، تحكي قصص دمى تسكنها أرواح شريرة وتتحرك لتقتل وتنتقم.
الخلاصة
الدمى المسكونة تظل موضوعاً مثيراً للجدل والخوف، حيث تثير فينا تأملات حول ماهية الواقع والخيال. هل هذه الدمى مجرد أدوات خشبية وقماشية، أم أنها تحمل قوى وأرواحاً لا نفهمها؟ لاmatter الجواب، تبقى الدمى جزءاً من تجاربنا، وتستمر في إثارة خيالنا وخيال الأجيال القادمة.

