دير أبو مينا.. المحطة الثانية للحج المسيحي
يعتبر دير أبو مينا أو مارمينا العجايبي واحدًا من أهم الأديرة في مصر، باعتباره المحطة الثانية للحج المسيحي بعد مدينة القدس. وقد تم إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي لـ"يونيسكو" منذ عام 1979 لأهميته الدينية والمعمارية.
تاريخ الدير وتأثيره
على مدى السنوات، كشفت الحفائر عن كثير من الاكتشافات المعمارية والأثرية في دير أبو مينا، من بينها البئر التي تحوي قبر القديس مينا والكنيسة الكبرى وساحة الحجاج، مما يؤكد قيمة وأهمية الموقع. وتعرض دير أبو مينا لأزمة كادت تؤدي إلى رفعه من قوائم التراث العالمي لـ"يونيسكو"، تمثلت في أخطار المياه الجوفية التي ارتفع منسوبها.
كفاح مصر لإنقاذ الدير
تضافر جهود عدة وزارات في مصر، بما في ذلك وزارات الآثار والري والزراعة، للعمل على إيجاد حل لمشكلة الزراعات المحيطة بالدير. وتم اعتماد الري بالتنقيط وإنهاء الاعتماد على الري بالغمر نهائيًا. وقد بُذلت جهود مكثفة منذ عام 2019، ثم التشغيل التجريبي عام 2021، وافتتحه وزير السياحة والآثار السابق خالد العناني عام 2022 بعد حل مشكلة المياه الجوفية.
قصة القديس مينا
ولد القديس مينا في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي وعاش ذروة الاضطهاد للمسيحيين في عهد دقلديانوس. وكان شابًا صغير السن وسيماً وجميل الهيئة، ينتمي إلى أسرة غنية، وكان في رتبة مهمة بالجيش الروماني. وقد تنازل عنها لاحقًا بسبب إيمانه بالمسيحية.
قوارير أبو مينا
كانت هناك بئر في الكنيسة، يتبرك منها الزوار، فبدأتصناعة ما يعرف بقوارير أبو مينا، وهي إناء صغير مصنوع يدوياً بداخله شربة صغيرة من مياه البئر. وقد انتقلت هذه القوارير إلى مناطق متفرقة من العالم ووجد منها في أوروبا.
سيرة أبو مينا العجايبي
يُعتبر أبو مينا أو مارمينا العجايبي قديسًا محبوبًا من جميع المذاهب المسيحية. وقد قتل قبل المجامع وانقسام الكنيسة، وكل المذاهب المسيحية تحبه وتبجله. وقد كان يزور قبره أبناء جميع المذاهب المسيحية، وحتى بعد مجمع خلقدونية وانقسام الكنيسة استمرت كل المذاهب تصلي في كنيسة مارمينا.