داء لايم: العدوى الشائعة التي تهدد الصحة العامة
داء لايم هو مرض ينتقل عبر لدغات القراد ويُعتبر من الأخطار الصحية الكبيرة في العديد من أنحاء العالم. تسببه بكتيريا بوريليا بورغدورفيري، ويتميز بانتشاره الواسع في الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب كندا. يُشكل هذا المرض تحديًا صحيًا كبيرًا بسبب صعوبة التشخيص وتواتره في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.
الأعراض والمراحل
تظهر الأعراض في ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: تتراوح بين 3 إلى 30 يومًا، وتشمل طفح جلدي على شكل "عين الثور"، حمى، صداع، إرهاق، آلام عضلية، وتيبّس المفاصل.
- المرحلة الثانية: بعد 3-10 أسابيع، يشمل انتشار الطفح، شلل عضلي في الوجه، ومشكلات في القلب والعين والأعصاب.
- المرحلة الثالثة: بعد شهور، تظهر التهاب المفاصل المزمن، خاصة في الركبتين، ومشكلات جلدية وتلف الأنسجة، وأعراض عصبية مستمرة.
التشخيص
يعتمد التشخيص على ظهور طفح "عين الثور" كأحد المؤشرات القوية، بالإضافة إلى التحاليل الدموية التي قد تكون غير دقيقة بنسبة تصل إلى 50%. لذلك، يعتمد التشخيص بشكل كبير على الأعراض والتاريخ المرضي للفرد.
الأسباب
تُسبب العدوى بكتيريا بوريليا التي تنتقل عبر قراد الأرجل السوداء (قراد الغزلان). يمكن للقرادة أن تنقل العدوى بعد 24 ساعة أو أكثر من附ها للفرد.
عوامل الخطر
تتضمن عوامل الخطر التواجد في مناطق مشجرة أو عشبية، والنشاط في الهواء الطلق، خاصة خلال المواسم الدافئة. الأطفال والعمال الميدانيون هم أكثر عرضة للإصابة.
المضاعفات
تشمل المضاعفات متلازمة ما بعد علاج داء لايم، والتي تتميز بالتعب الدائم، ألم المفاصل، ومشكلات بالذاكرة. قد تكون هذه المضاعفات ناجمة عن العلاج غير الكامل أو الاستجابة المناعية لبقايا البكتيريا أو أمراض أخرى غير مشخصة.
الوقاية
تتضمن الوقاية استخدام طارد القراد على الملابس، ارتداء ملابس تغطي الجسم وفاتحة اللون لرؤية القراد، تفقد الجسم بعد التواجد في مناطق مشبوهة، واستحمام وفحص الحيوانات الأليفة يوميًا.
اختبار جديد لتشخيص داء لايم
تم تطوير اختبار دم جديد بمساعدة الذكاء الاصطناعي لتشخيص داء لايم بدقة وسرعة أكبر من الاختبارات التقليدية. هذا الاختبار يستخدم خوارزميات تعلم آلي لتحليل استجابة الجهاز المناعي للبروتينات الخاصة بالبكتيريا المسببة للمرض. وقد أظهرت الدراسات أن دقة هذا الاختبار في المراحل المبكرة للمرض تصل إلى أكثر من 90%، مقارنة بـ27% فقط للاختبار التقليدي. يُعتبر هذا الاختبار وهماً كبيرًا في تحسين فرص الشفاء وخفض خطر الإصابة بمشكلات مزمنة. يُتوقع أن يكون متاحًا تجاريًا بحلول نهاية عام 2026.

