فى ظل ما ترتكبه جماعة الإخوان حاليا من خطايا، وآخرها إعلانها النفير العام والجهاد ضد مصر، لتوريطها فى كارثة غزة، وتبرئة إسرائيل أمام المجتمع الدولى، تعالوا نتذكر جميعا ما قاله أحد منظرى الجماعة وشاعرها، عبدالرحمن يوسف القرضاوى، فى اجتماع شهير للجماعة فى تركيا عام 2017، وهم يناقشون الخلاف الشديد الذى ضرب العاملين فى قنوات الجماعة، والضحك على مجموعة كبيرة من الشباب، ومداعبة أحلامهم والتبشير بالمستقبل المبهر الذى ينتظرهم، وعند تصديق هذه الوعود، اكتشفوا الخديعة، وأنهم وقعوا فى شِراك الوهم.
فى الاجتماع الذى مر عليه 8 سنوات كاملة، وتسرب بالكامل صوتا وصورة، وشهد مواجهة عنيفة مع رئيس مجلس إدارة قناة الشرق، لسان حال الجماعة، واتهامه بأنه لا يعطى حقوق العاملين فى القناة، مَثّلَ صدمة عنيفة للجماعة وكشف الحالة السيئة التى كان يعيشها الإخوان وحلفاؤهم، ومدى اليأس الذى يسيطر عليهم، مع إدراكهم بحجم الخسائر الفادحة التى تكبدوها نتيجة الهروب، والعمل على إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار فى مصر، والتعاون مع كل أعداء القاهرة لتنفيذ مخططات الخيانة والخسة، عكس ما يحاولوا إظهاره فى بياناتهم وتصريحاتهم من قوة ورباطة الجأش!
لم تكن حالة اليأس والإحباط والتخبط بين صفوف الجماعة هى المسيطرة فقط على الاجتماع، ولكن أظهر مدى الانقسام الشديد بينهم، وحالة التصنيف بين من هو عضو تنظيمى بالجماعة ومن هو متعاطف، ومعارض داعم، ما دفع الفلسطينى عزام التميمى، مالك قناة الحوار الإخوانية فى لندن وأحد قيادات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، والحاصل على الجنسية البريطانية بجانب زوجته وأبنائه الثلاثة، إلى شن حملة هجوم شرسة، حينها على المشاركين فى الاجتماع، واختص عبدالرحمن يوسف القرضاوى، والدكتور سيف عبدالفتاح بسيل من الاتهامات، أبرزها اتهام تسريب فيديوهات الاجتماع، ووصفهما بأن أسلوبهما وضيع!
قال حينها «التميمى»: «أيا كانت المشاكل، وأيا كانت التظلمات، قلت أو كثرت، لقد ارتكب المجتمعون الذين صوروا وبثوا الحوارين الأول والثانى خطيئة كبرى، ويؤسفنى أنه لم يكن من بين المجتمعين رجل رشيد واحد يقول للقائمين بهذا العمل الصبيانى عيب عليكم، لا يجوز ما تفعلونه».
هجوم «التميمى» القاسى على الذين شاركوا فى الاجتماع، واختص الدكتور سيف عبدالفتاح، وعبدالرحمن يوسف القرضاوى، بالنصيب الأكبر، دفع الأخير للرد قائلا: «أعور إذا رأى، وأخرق إذا نصح، وأهوج إذا حكم، ولأنه يخاف أن يطالبه موظفوه فى قناة الحوار بحقوقهم، قرر أن يستقوى على من يطالب بحقوق الشباب البسطاء لا يعرف الرحمة».
إلصاق عبدالرحمن يوسف القرضاوى الأوصاف السيئة ونعته لأحد أبرز قيادات التنظيم الدولى للإخوان، الدكتور عزام التميمى، يؤكد لنا حقيقة هؤلاء، وأنهم أعمياء البصر والبصيرة، وغير جديرين بإدارة أى عمل مهما كان حجمه، وأن الإخوانى لا يصلح أن يكون موظف درجة عاشرة فى هيئة الصرف الصحى، وإذا كانت نظرة الإخوان لبعضهم البعض بأنهم عُميان ولا يتمتعون بالقريحة والحكمة والمهنية، فكيف لهم أن يعتلوا منابر النصح والإرشاد، وتوجيه العباد، ومحاولة تصدر المشهد العام، والطمع فى السلطة؟!
ومن خلال دعوات الإخوان للنفير للاحتجاج أمام سفارات مصر فى العالم، احتجاجا على حصار غزة، ينطبق عليهم الوصف الدقيق ليوسف عبدالرحمن، ابن مفتى الجماعة يوسف القرضاوى، بأن الإخوانى «أعور» لن يروا الوجهة الصحيحة لإعلان النفير العام، بالتظاهر أمام السفارات الإسرائيلية، فالحكومة الإسرائيلية هى التى ترتكب حرب إبادة على كل الأصعدة، قتل بإطلاق النار، وبالحصار للموت جوعا!
وكما أوضحنا فى مقالنا، أمس، أن الجماعة تجاهد فى سبيل توريط مصر أمام المجتمع الدولى، وتبرئة إسرائيل، فى خيانة لم تتوصل قواميس اللغة لكلمات تصفها الوصف الذى تستحقه!
ويتبقى السؤال.. ماذا ننتظر من الإخوانى الذى يتصف بأنه «أعور إذا رأى.. أخرق إذا نصح.. أهوج إذا حكم؟».

