مقدمة
ندفع ثمن جلستنا بهدوء ونحن مطمئنون على الأولاد، بهذه الكلمات البسيطة بررت أم ثلاثينية مصرية دفعها مئات الآلاف من الجنيهات هي وزوجها من أجل الانضمام إلى ناد رياضي شهير لديه أكثر من عشرة فروع في أنحاء البلاد. تعيش هذه الأم في وسط القاهرة وتترك في أغلب الأوقات الفروع المجاورة لبيتها وتختار تلك التي توجد على أطراف العاصمة كونها أقل ازدحاماً، وهي مطاردة للهدوء والاستجمام وقضاء وقت جيد مع الأولاد.
خلفية
ت одерж الأم المصرية، التي تعمل موظفة بشركة تنظيم فعاليات، أنها سافرت إلى دول أوروبية وعربية كثيرة، وشاهدت أن المتطلبات التي تدفع فيها هي وأصدقاؤها الآلاف بل الملايين متاحة مجاناً ضمن المرافق العامة في الأحياء السكنية. يمكن للعائلات ممارسة الرياضة أو الجلوس بصحبة صغارهم وهم يلعبون أو يتدربون من دون الحاجة إلى الاشتراك في نوادٍ خاصة بمبالغ باهظة، إضافة إلى رسوم سنوية تزداد عاماً بعد آخر.
النادي الاجتماعي
النادي الاجتماعي في مصر يشمل جميع أفراد الأسرة، إذ يجري إضافة الزوج أو الزوجة، والأبناء وفقاً لرسوم تتحدد وفق أعمارهم. هذه العضوية لا تتبعها عادة إلا خدمات ضئيلة للغاية، فيما الانخراط في أي أنشطة ترفيهية أو رياضية أو فنية تتطلب رسوماً جديدة، خلاف الرسوم السنوية لتجديد كارنيهات العضوية، حيث قد تصل إلى ما يعادل المئة دولار سنوياً.
البحث عن الكارنيه
وفقاً لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد المنشآت الرياضية في مصر قبل نحو أربع سنوات وصل إلى 5240، بينها 791 نادياً تتوزع على مختلف المحافظات، وغالبيتها تتبع القطاع الخاص. بينما يسهم القطاع العام والحكومي بأقل من مئتي نادٍ، وفقاً للبيانات الرسمية، وتكون اشتراكات النوادي هي الأعلى.
التغيرات الاجتماعية
النوادي في مصر تتخطى مفهومها الرياضي وتسمى عادة نوادٍ اجتماعية. مجموعة من أشهر وأبرز النوادي التي تشهد إقبالاً كبيراً على عضويتها، هي لا تنافس على سبيل المثال بشكل أساسي في الدوري المحلي لكرة القدم، بينما هي على المستوى الاجتماعي تكون مفضلة لدى العائلات.
حق الصغار والتميز الطبقي
استشاري الصحة النفسية عبدالله غازي يرى أنه من المفترض أن الحدائق والمتنزهات والمساحات المخصصة للعب الصغار والتمشية وقضاء الوقت في فضاء مفتوح، يُخطط لها عند إنشاء وهندسة الأحياء السكنية. فهي تندرج تحت بند التخطيط الاجتماعي، لأن الترفيه والتنفيس ليس ترفاً، بالتالي المفروض أن تكون كل منطقة لها مكان ملائم بلا مقابل أو بمقابل رمزي، يؤدي هذا الغرض.
الخلاصة
تتراوح أسعار اشتراكات النوادي الاجتماعية الرياضية في مصر ما بين 50 ألف جنيه (ألف دولار) إلى ما يزيد على مليوني جنيه (40 ألف دولار)، وما بينهما هناك خط بياني يتصاعد. دخلت نوادٍ كثيرة المنافسة بعدما كانت تُصنف على أنها متوسطة الحال، وأصبحت اشتراكاتها تصل إلى 400 ألف جنيه (8 آلاف دولار).

