الاحتجاجات في العراق: تعبير عن سخط شعبي عميق
الخلفية
تتجدد الاحتجاجات في العراق، حيث تشهد عدة محافظات مظاهرات غاضبة تعبر عن سخط شعبي متزايد إزاء تدهور الخدمات الأساسية والفساد المستشري. تتركز هذه الاحتجاجات في محافظات مثل الديوانية وميسان ووسط العراق، وتتناول قضايا متعددة تشمل أزمة الكهرباء وغياب التعيينات وتراجع الأداء الخدمي.
الأزمة المتراكمة
تأتي هذه الاحتجاجات في سياق أزمة متراكمة ناجمة عن سوء التخطيط والفساد والمحاصصة على مدار أكثر من عقدين. يرى مراقبون أن الجهود الحكومية لمعالجة بعض الاختناقات تظل غير كافية لمواجهة حجم الأزمة المتنامية. تعكس الاحتجاجات الحالية تنوع الشرائح والمطالب، مما يجعلها تعبيرًا عن عمق الأزمة البنيوية التي تثقل كاهل الدولة والمجتمع معًا.
الاحتجاجات في المحافظات
الديوانية
خرج عشرات الأهالي في منطقة الصلاحية بمحافظة الديوانية في تظاهرة احتجاجًا على تردي الكهرباء، مطالبين بحلول جذرية. في الوقت نفسه، تدخلت قوة من مكافحة الشغب لفض تظاهرة أخرى في منطقة "المجرية" على طريق الحلة – ديوانية، حيث أغلق المحتجون الطريق للمطالبة بإعادة الحياة إلى نهر المجرية.
ميسان
نظم العشرات من خريجي المهن الصحية وقفة احتجاجية أمام مبنى الدائرة الصحية، للمطالبة بالتعيين ضمن دوائر وزارة الصحة. يُشير المحتجون إلى أنهم ينتظرون منذ سنوات دون جدوى، رغم شح الكوادر وارتفاع الحاجة للخدمات الصحية في عموم المحافظة.
بابل
تواصلت التظاهرات لليوم الثاني على التوالي في منطقة المهناوية التابعة لقضاء السدة الهندية، حيث قطع الأهالي طريق (سدة – أبي غرق) احتجاجًا على انعدام الخدمات الأساسية، لا سيما انقطاع الماء عن قرية الهاشميات وتدهور وضع الكهرباء والطوارئ.
التحديات والتحديات المستقبلية
تجعل موجة الاحتجاجات الحالية من العلاج المستقبلي للأزمة أمرًا بالغ الأهمية. هناك حاجة ملحة إلى إصلاحات جذرية ومعالجة الفساد المستشري، بالإضافة إلى تلبية المطالب الشعبية بفعالية. يعتبر تلبية هذه المطالب خطوة حاسمة لاستعادة الثقة بين الحكومة وشعبها، والعمل على بناء مستقبل أفضل للعراق.

