جامعة كولومبيا تؤديب أكثر من 70 طالباً لمشاركتهم في احتجاجات
خلفية الاحتجاجات
قالت جامعة كولومبيا إنها اتخذت إجراءات تأديبية بحق أكثر من 70 طالباً لمشاركتهم في احتجاجين طلابيين، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الجامعة في بيان. وأشارت الجامعة إلى أنها قررت معاقبة الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاج الذي جرى داخل مكتبة بتلر، حيث تم احتجاز ما لا يقل عن 80 شخصاً، بالإضافة إلى احتجاج مماثل خلال عطلة نهاية الأسبوع السنوية للخريجين العام الماضي.
العقوبات التأديبية
أوضحت الجامعة أنها لن تكشف عن نتائج العقوبات الفردية لأي طالب، لكنها شملت وضع الطلاب تحت المراقبة والتعليق المؤقت الذي يتراوح بين عام و3 أعوام، وسحب الشهادات والطرد من الجامعة. وفي مكالمة هاتفية مع شبكة NBC News، كشف المتحدث باسم الجامعة أن ثلثي الطلاب الموقوفين تم تعليق دراستهم لمدة عامين.
ردود أفعال الطلاب
وقالت مجموعة "كولومبيا ضد الفصل العنصري وسحب الاستثمارات"، وهي مجموعة طلابية تطالب بقطع علاقات الجامعة مع إسرائيل، إن نحو 80 طالباً تلقوا إشعارات تُبلغهم بتعليق دراستهم من عام إلى 3 أعوام أو طردهم النهائي؛ بسبب مشاركتهم في احتجاج مايو الماضي. وأضافت المجموعة أن خطابات العقوبة طالبت الطلاب بتقديم اعتذارات رسمية للجامعة كشرط للعودة إلى الحرم الجامعي، وإلا فسيواجهون الطرد النهائي.
أولوية المهمة الأكاديمية
شددت الجامعة على أن مهمتها الأكاديمية يجب أن تظل في صدارة أولوياتها. وأضافت: "أي تعطيل للأنشطة الأكاديمية يُعد انتهاكاً لسياسات وقواعد الجامعة، وهذه الانتهاكات تؤدي حتماً إلى عواقب".
السياسات الجديدة
ويأتي هذا التشديد في العقوبات بعد أشهر من قرار إدارة الرئيس دونالد ترمب تقليص مئات الملايين من الدولارات من تمويل الأبحاث الفيدرالية المخصصة للجامعة. وعقب تلك الخطوة، وافقت كولومبيا على تنفيذ قائمة طويلة من السياسات الجديدة بناءً على طلب الإدارة السابقة، من أجل استئناف المفاوضات لاستعادة التمويل الفيدرالي. وشملت الإجراءات تعديل آليات الانضباط الطلابي، وحظر ارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات في معظم الحالات، وتوظيف العشرات من عناصر الأمن الجدد.
الاحتجاجات الواسعة
وجاءت هذه القواعد الجديدة بعد موجة من الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية في الجامعة العام الماضي، التي أشعلها استمرار الحرب في غزة، وجذبت ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض في أنحاء العالم. ويُذكر أن الاحتجاجات الأخيرة كانت الأوسع من نوعها منذ احتجاجات عام 1968 ضد حرب فيتنام، التي سمحت فيها كولومبيا للمرة الأولى، منذ ذلك الحين بتدخل الشرطة لفض مظاهرات داخل الحرم الجامعي، ما جعلها مركزاً لاحتجاجات مشابهة على مستوى الجامعات الأميركية.
استمرار الاحتجاجات
ورغم تصاعد المخاوف، لم تتوقف موجة الاحتجاجات. ففي مايو، احتل عشرات الطلاب قاعة في مكتبة "بتلر" بينما كان زملاؤهم يستعدون للامتحانات النهائية، وارتدى المتظاهرون الكوفية الفلسطينية، ورددوا شعارات واصطدموا بقوات الشرطة والأمن الجامعي، حسبما أظهرت مقاطع فيديو نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبيّنت مقاطع الفيديو أن الشرطة منعت المتظاهرين من مغادرة المكتبة، ما لم يُبرزوا بطاقاتهم الشخصية، ثم بدأت باعتقال الطلاب. وقالت شرطة نيويورك إن نحو 80 شخصاً تم احتجازهم خلال هذا الاحتجاج، بينما أشارت الجامعة إلى إصابة اثنين من أفراد أمنها خلال تدافع داخل القاعة.