ف. ر. ليفيز: الناقد والأكاديمي
كان الناقد والأكاديمي الإنجليزي ف. ر. ليفيز يؤمن بأن الأدب يجب أن يغذي الحياة بقيمها الحضارية والأخلاقية، وأن دراسة الأدب يجب أن يكون لها تأثير نافذ على الإحساس والفكر ومعايير الحياة.
حياته وتعليمه
ولد ليفيز في كمبريدج وتلقى تعليمه بجامعتها العريقة إلى أن صار أستاذاً فيها. قضى عمره المديد يبث أفكاره ويؤسس مدرسته النقدية من موقع الأستاذية وحتى تقاعده في سنة 1962.
مجلته النقدية
في سنة 1932 أصدر مجلته النقدية الشهيرة وأطلق عليها اسم «Scrutiny» أو «تمحيصات». استمرت المجلة تصدر لمدة واحد وعشرين عاماً إلى أن توقفت عام 1953. اليوم، تعد مجلداتها صرحاً شامخاً من صروح النقد الأدبي الحديث في العالم الغربي.
فلسفته الأدبية
كان ليفيز فارساً من فرسان الزمان القديم وكان غاضباً من مظاهر الحياة في القرن العشرين. اعتقد ليفيز أن هذا العصر بسماته الصناعية الفاسدة قضى على الحياة الاجتماعية العضوية في إنجلترا. كان يتحسر على خصائص الحياة التي مضت إلى غير عودة، مثل الأغاني والرقص الشعبي والعيش في الأكواخ الرعوية.
تأثره بمدرسة توماس آرنولد
درج النقاد على إلحاق ليفيز بمدرسة معلم كبير من معلمي الإنجليز في القرن التاسع عشر، توماس آرنولد. يظهر تأثير آرنولد على ليفيز في إصراره الدائم على أهمية الأدب والنقد في تنمية الوجدان والذوق الأخلاقيين في نفوس الناس.
وظيفة الناقد
يقول ليفيز إن وظيفة الناقد هي أن يحاول أن يرى شعر الزمن الحاضر باعتباره استمراراً ونمواً للماضي. مهمته تتحول إلى إرساء الماضي في صلب الحاضر بمعنى أن شعر الأجيال الماضية يستمر في إنارة وجداننا المعاصر.
أداة الناقد
أداة الناقد عند ليفيز هي التحليل الدقيق أو «التمحيص». حين يتناول الناقد شاعراً ما بالدراسة ينبغي أن يكون أسلوبه في البحث هو النظر التحليلي الدقيق في نص القصائد.
رسالة الناقد
تتمثل رسالة الناقد في إقامة الصلة بين الشاعر الفرد والتقليد الأدبي الذي ينتمي إليه والممتد عبر العصور. ذلك أن الشاعر الفرد لا يعيش خارج التقليد وإنما هو جزء عضوي منه.
نقد ليفيز للأدباء
كان ليفيز ناقداً لا يعرف في الحق لومة لائم. كانت معاييره النقدية معايير مثالية متعالية لا تقنع إلا بجلائل الأعمال الأدبية. أدان الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز باعتبار رواياته خلواً من أي قيمة. وأصدر حكمه على الروائية فرجينيا وولف قائلاً إن اهتماماتها لا تتجاوز تفاهات الاستجابة الانطباعية لتجربة الحياة.
تقييم ليفيز
كان ليفيز ناقداً عظيماً، ومثل كل العظماء اختلف الناس فيه وانقسموا ما بين مؤيد ومعارض. الناقد الإنجليزي جون كاري قال إننا لم نعد نملك إيمانه بقدرة الأدب في التأثير على القوى التي تحكم العالم. كان ليفيز يصر دائماً على أهمية الأدب والنقد في تنمية الوجدان والذوق الأخلاقيين في نفوس الناس.