تصريحات محسن رضائي وتأثيرها على الانتخابات العراقية
أثار تصريح القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني محسن رضائي، بشأن وجود نية إسرائيلية لتخريب الانتخابات العراقية المقبلة وتحريك فلول داعش بالتعاون مع البعثيين، سلسلة من ردود الفعل داخل العراق. هذا التحذير يأتي في وقت критي، حيث تُعد العراق ساحة حرب جديدة تشمل الحرب النفسية والتحريض والتخريب السياسي.
البعد الأمني والاستراتيجي
أكد السياسي المستقل عائد الهلالي أن تصريحات محسن رضائي تحمل أبعادًا أمنية واستراتيجية تعكس تصاعد الصراع الإقليمي. هذه التصريحات تُظهر تحولًا في الصراع من المواجهة المباشرة إلى ميادين غير تقليدية، تشمل الحرب النفسية والتحريض والتخريب السياسي وربما حتى عمليات اغتيال مدروسة. العراق، بفضل موقعه الجيوسياسي وتعدده الديموغرافي ووجود قوى داخلية ذات ارتباطات خارجية، بات ساحة نموذجية لمثل هذه الأنماط من التدخلات.
التهديدات الإسرائيلية والعراق
أشار القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني إلى أن إسرائيل تسعى لتخريب الانتخابات العراقية أو التلاعب بها لصالحها، عبر زعزعة الاستقرار الداخلي وتحريك الجماعات المتطرفة. يُعتبر الفشل الإسرائيلي في استهداف إيران بشكل مباشر قد يدفعها للبحث عن ساحة بديلة، والعراق يبدو الأقرب لذلك. هناك نية لتحريك آلاف المقاتلين الدواعش في العراق، بالتعاون مع نشاط بعثي متزايد خلال الفترة الماضية.
تحذير من عمليات اغتيال
حذّر محسن رضائي من مخطط يستهدف اغتيال 30 قائدًا شيعيًا، في محاولة لضرب التوازن السياسي وخلق فراغ قيادي يمكن استغلاله لإشعال الفوضى. هذا التحذير يأتي في وقت حاسم، حيث أن التهديدات لا تعتبر جديدةً، لكنها تحمل في هذا التوقيت دلالة مزدوجة. التنظيم لا يزال يتحرك في بعض المناطق التي تعاني فراغًا أمنيًا، كما أن النشاط البعثي يوازيه خطاب سياسي متشنج يعيد تدوير شعارات ما قبل 2003.
ضرورة الاستباقية الأمنية
يشير الحديث عن محاولة اغتيال قيادات شيعية لا يعني فقط تصفية رموز، بل يشير إلى محاولة منظمة لإحداث صدمة في البنية السياسية، تؤدي إلى انهيار الثقة بالعملية الانتخابية وزعزعة صورة الدولة. لذلك، يُشدد على أن العراق لا يملك ترف الانتظار أو المجازفة في التعامل مع هذه التهديدات، ويجب أن تكون هناك رؤية أمنية واضحة واستباقية، تجمع بين حماية المؤسسات ومراقبة النشاط الإعلامي والسياسي الذي يُستخدم كأداة تمهيدية للتحريض أو ضرب الاستقرار.
التحذير من التساهل
يُ حذّر من أن التساهل في ملف الانتخابات أو الأمن المجتمعي قد يُمكّن قوى معادية من النفاذ إلى صلب العملية السياسية. دُعيت الحكومة إلى وضع هذه التحذيرات على طاولة الأمن القومي، والتعامل معها بجدية بعيدة عن الاصطفافات السياسية أو التفسيرات العاطفية. هذا يُشدد على أهمية البقاء على تأهب دائم لتحديد أية تحركات محتملة قد تهدد الأمن والاستقرار في العراق، خاصة مع اقتراب الانتخابات العراقية.

