فى كل أزمة أو حادث جلل، يسطع نجم بطل يُثبت أن الشجاعة لا تُقاس بحجم الحدث، بل بالمواقف التى تُظهر المعدن الحقيقى للرجال.
وفى حادث حريق سنترال رمسيس، الذى اندلع مؤخرًا وأثار حالة من الذعر، خطف الأنظار مشهد لرجل من رجال الحماية المدنية، لم يكن مشهدًا تمثيليًا أو لقطة سينمائية، بل لحظة حقيقية لبطولة نادرة.
ظهر الرجل قادمًا مسرعًا من أعلى كوبرى أكتوبر، وسط الدخان الكثيف والزحام، يتحرك بخطى ثابتة وسريعة، يجهّز معداته ويرتدى بدلة الإنقاذ دون تردد أو ارتباك. فى عيون البعض قد يبدو مجرد منقذ، لكن الحقيقة أنه كان بطلًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
توجه مباشرة إلى قلب الحريق، حيث النيران المشتعلة والدخان الذى غطّى السماء، دون أن يفكر فى درجة الحرارة أو خطورة الموقف. لم يسأل كم حجم النيران، أو هل هناك خطر؟ أو كم شخص بحاجة إلى إنقاذ؟ كل ما كان يعنيه هو أداء مهمته.. إنقاذ الأرواح.
رجال الحماية المدنية لا يسألون كثيرًا، ولا ينتظرون التعليمات، بل يهرعون دومًا إلى قلب الخطر، بينما الجميع يفرّون منه. هذا المشهد، الذى قد يمرّ على البعض مرور الكرام، يستحق أن يُسجَّل فى الذاكرة.
تحية احترام وتقدير لكل من يخاطر بحياته لينقذ حياة الآخرين، لكل من “يجرى نحو الموت” ليمنح غيره فرصة للحياة. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون أن تخلد أسماؤهم فى قلوب الناس، وإن لم تُكتب فى العناوين.
