تعطيل البرلمان العراقي: أسباب ونتائج
مقدمة
مع اقتراب نهاية العطلة التشريعية لمجلس النواب العراقي، تتصاعد التساؤلات حول مدى قدرة المجلس على استئناف أعماله التشريعية. النائب المستقل أحمد الشرماني رسم صورة قاتمة لمستقبل البرلمان، مؤكدًا أن التعطيل ليس جديدًا ولا عابرًا، بل متعمّد ومدفوع بإرادة سياسية.
أسباب التعطيل
أوضح الشرماني أن العطلة التشريعية لمجلس النواب والتي استمرت لمدة شهرين سوف تنتهي نهاية الأسبوع الحالي، ويفترض أن تكون هناك جلسات بداية الأسبوع المقبل.然而، لا يتوقع أن المجلس سوف ينجح بذلك، ولأسباب عدة ومختلفة، خاصة وأن المجلس معطل بشكل متعمد منذ أشهر طويلة وليس بسبب العطلة فقط. أشار الشرماني إلى أن أسباب استمرار تعطيل مجلس النواب متعددة، أبرزها وجود إرادة سياسية لهذا التعطيل، لمنع تمرير بعض القوانين التي لا يوجد اتفاق سياسي عليها.
عواقب التعطيل
ورغم تراكم عشرات القوانين المهمة التي تمس حياة المواطنين اليومية، فإن البرلمان يبدو غير معني بتلك الملفات. حذّر الشرماني من أن المجلس سيبقى معطلًا إلى حين انتهاء الدورة البرلمانية الحالية. وهذا يعني أن ملفات حيوية مثل الموازنة التكميلية، وقانون النفط والغاز، والتعديلات المتعلقة بالانتخابات قد تبقى رهينة التجاذبات.
مستقبل البرلمان
يرى مراقبون أن البرلمان دخل فعليًا في موت تشريعي بطيء، فتعطيله المتكرر لم يعد استثناءً بل أصبح القاعدة. فالمؤسسة التشريعية باتت بلا قدرة على التأثير، وسط تغوّل واضح للسلطة التنفيذية، وتراجع واضح لمبدأ الفصل بين السلطات. يبرز سؤال جوهري: إذا بقي البرلمان معطلًا حتى نهاية الدورة، فهل سيكون ذلك سابقة في الحياة السياسية العراقية، أم استمرارًا لنمط مألوف من الشلل الديمقراطي المزمن؟

