كشفت الحرب الأخيرة بين الصهاينة والأمريكان من ناحية وإيران من ناحية أخرى عن خطر تعاني منه الأمة منذ أمد بعيد وكان سببا في الكثير من الويلات للمسلمين وهو خطر الخائنين والمنافقين الذين يسبقون الكفار والمشركين إلى نار جهنم ونجد أن كل محنة تعرض لها المسلمون كان وراءها الصنفان فما وقعت الخلافة العباسية إلا على يد الخائن مؤيد الدين ابن العلقمي الذي فوضه المستعصم بالله في كل شئ فأقنعه بتخفيف عدد الجند حتى يوفر رواتبهم حتى وصل عددهم لعشرة آلاف جندة بدلا من مئة ألف وكان الناس يرون جند المستعصم يتسولون في الطرقات وعندما أيقن الخائن بهشاشة الخلافة وقتها راسل هولاكو يعلمه بأن الوقت قد حان للإجهاز على الخلافة العباسية وتحدث كتب التاريخ أن ابن العلقمي كتب الرسالة على جلد رأس أحد الجنود بعد ان حلقهاتماما وانتظر حتى طال شعره ليخفي الرسالة وختمها بقوله فإن جاءتك رسالتي وقرأتها فمزق الكتاب فقتل هولاكو الجندي ليخفي ابن العلقمي جريمته وتخابره مع أعدى أعداء الإسلام واقتحم التتار الدولة وحولوها لأنهار من الدماء بعد أن تم تسريح الجند بنصيحة الخائن ابن العلقمي وكالعادة لم يعد للخائن مكانا بين صفوف التتار فأهانوه ووضعوه على حمار ليطوف المدينة مقلوبا لتخرج امرأة فقيرة وتقول له أهكذا كان يفعل بك بنو العباس فمات غما وكمدا
ويروي التاريخ أن الضيزن بن معاوية كان ملكا لدجلة والفرات وقد حصن مملكته بالطلاسم وحاصرها الملك سابور ذو الأكتاف لأكثر من أربع سنوات لاقتحامها فاستعصت عليه حتى التقي بابنة الضيزن فعشقته وساعدته على اقتحام المملكة بعد أن قتلت الجنود وأعطت سر الطلاسم لحبيبها المحتل بعد أن وعدها بالزواج وبالفعل تزوجها ونامت ليلتها الأولى على فراش من حرير فقالت ما نمت على فراش أخشن من فراشك فسألها فما كان أبوك يغذيك ويطعمك فقالت الزبد والمخ وشهد الأبكار من النحل وصفو الخمر فأمر جنوده بربطها في أرجل الخيل وسحلها حتى تمزقت أوصالها وماتت شر ميتة
وعندما لامه أخوته على ذلك أنشد ما صار مثلا يضرب بعد ذلك فقال:
ألا يا أخوتي لا تعذلوني …على ماكان مني بل اعذروني
من خانت أبا ستخون زوجا..وهل يُرجى الوفاء من الخئون
بل إن نابليون بونابرت عجز عن غزو النمسا حتى استخدم جنديا خائنا ليدله على مدخل للبلاد مقابل مال كثير وبعد الاحتلال دخل الجندي الخائن ليصافح نابايون فرفض وألقي اليه بصرة مال وبصق على وجهه وقال أنا لايشرفني مصافحة خائن لوطنه فالمال للخونة والمصافحة للأبطال ثم قال مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يغفر له ولا اللصوص يشكرونه
ولنا وقفة أخرى مع عاقبة الخائنين لبلادهم على يد حلفائهم