الكلاب في لبنان: بين الرفق والانتهاك
تنتظر زوي، كلبة صغيرة، أمام باب الصف انتهاء الفصل الدراسي الخاص بالأستاذ حسان، الذي اعتاد اصطحابها معه إلى المعهد. تتميز زوي بالامتثال للتعليمات في معظم الأحيان، لكن حماسها يaktivها في بعض الأحيان إلى الانعتاق من الرباط والركض نحو الصف. يروي حسان سعدي كيف أسهم وجود زوي في تغيير نظرة عدد كبير من الطلاب إلى الكلاب وتربية الحيوانات الأليفة في المنزل، "في بداية الدورة التعليمية كان بعض الطلاب يصابون بالرهاب، لكنهم اعتادوا مع الوقت على وجودها، ومن ثم انتقلوا في النهاية لتبني كلب أو قطة لتربيتها في منازلهم".
تجربة حسان الإيجابية
تعد تجربة حسان إيجابية وملهمة في زمن تنتشر الأخبار عن حوادث متفرقة سببها انتشار الكلاب الضالة في الطرقات. يؤكد الشاب أن "ثمة كثيراً من الإشاعات والقليل من الحقائق، لأن الكلاب حيوانات لطيفة وبريئة، ولا يمكن أن تعتدي على الإنسان إلا في حالات نادرة"، مشيراً إلى "عدم جواز التحريض على قتل المئات من الكائنات البريئة بسبب حدث عابر". من هنا يعتقد أن "هناك حاجة إلى نشر الوعي بين الناس حول أهمية هذه الكائنات، وشراكتها مع البشر في الحفاظ على الأمان وحراسة وحماية الأحياء ومرافقة السكان في حياتهم اليومية".
جهود شبابية
ترتفع الأصوات الداعية إلى الرفق بالحيوان، وراحت تنتشر في صفوف الشباب ثقافة "تغذية الكلاب الشاردة في الأقل مرة واحدة في النهار". ويلفت حسان إلى أنهم "يحملون معهم علب اللحم والطعام، ويبادرون بإطعام الحيوانات الموجودة في الشارع من أجل تسكين جوعها وأحاسيسها". ويتحدث عن جهود تبذلها جمعيات ومراكز متخصصة في لبنان لمعالجة ظاهرة الكلاب الشاردة ورعايتها، وبث الوعي المجتمعي لضرورة حمايتها، كل ضمن مجتمعه الصغير وحارته.
برنامجاً لمعالجة الكلاب الشاردة
يتحدث وزير الزراعة نزار الهاني عن "ظاهرة كبيرة على مستوى لبنان، على رغم عدم وجود إحصاء دقيق للأعداد حتى الساعة"، كاشفاً عن التحضير لإطلاق برنامج خاص بمعالجة هذا الملف الذي يختصر بالأحرف الأولى للإجراءات العلاجية الأربعة بالإنجليزية TVNR، وتبدأ بإمساك الكلاب وهو إجراء من شأنه إعطاء إحصاء لأعداد الكلاب الضالة ومن ثم تعقيمها جراحياً، وتالياً التلقيح ضد داء الكلب، وأخيراً إعادة إطلاقها وتحريرها لتعود إلى بيئتها الطبيعية.
تعاون مع نقابة الأطباء البيطريين
يلفت وزير الزراعة اللبناني إلى تعاون بين وزارة الزراعة ونقابة الأطباء البيطريين الذين يقدمون خدماتهم مجاناً ضمن محيط عملهم وإقامتهم، إضافة إلى البلديات، حيث يضطلعون بمهمة إمساك الكلاب وإعادتها إلى مواطنها بعد معالجتها في العيادات، ناهيك بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، ويقع على عاتق هؤلاء مهمة إنجاز البرنامج ومعالجة أكبر عدد من كلاب الشوارع.
أزمة الكلاب الشاردة في لبنان
تعد أزمة الكلاب الشاردة في لبنان مشكلة كبيرة، حيث يظهر على بعضها إصابات في الأطراف، وبتر، والتهابات شديدة، كذلك فإن بعضها الآخر أصابه الوهن بسبب سوء التغذية. تزداد الشكاوى من انتشار الكلاب في الأرجاء، ويقول مواطنون إنها بدأت بالدخول إلى حرم البنايات، والصعود على السلالم، وهو أمر يثير الخوف في قلوب السكان من احتمال تعرضهم لعضاتها، وإصابتهم بداء الكلب.
جهد جماعي
يلفت وزير الزراعة اللبناني إلى أن الخطوات المتبعة ستعتمد الأصول العلمية، ولن تتعرض الكلاب للانتهاكات أو عمليات القتل. وسيتبع لبنان الأصول الدولية في هذا الشأن، إذ تقوم الفرق المختصة بعمليات التعقيم لجعل الحيوانات أكثر هدوءاً، وعدم التعديل على البشر.
تراجع ثقافة التبني
على رغم كل الإجراءات المقترحة، يفضل الناشطون الحفاظ على الكلاب في بيئتها الطبيعية، ويشير الناشط كريم صابونة إلى أنه "لا بد من أن نقتنع بأن الكلاب ليست مؤذية بطبيعتها، وتتخذ ردود أفعال دفاعية في كثير من الأحيان، حيث تتعرض للضرب، vagy الصدم، أو إطلاق النار عليها في حال قامت بالعواء ليلاً، ويصل الأمر ببعضهم إلى درجة التسميم وارتكاب جريمة قتل روح بريئة".