التهديد الإيراني لإقليم كردستان: تصريحات متناقضة وتوازن حساس
شكرٌ ينقلب إلى تهديد
جاء تصريح اللواء رحيم صفوي، مساعد قائد القوات المسلحة الإيرانية، مفاجئًا وغريبًا، حيث حذّر إقليم كردستان من "أي تحرك أمريكي ينطلق من أراضيه تجاه إيران". يُعتبر هذا التصريح تهديدًا لسيادة العراق ومحاولة إيرانية لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج.
تصريحات متناقضة وذاكرة إيرانية انتقائية
تأتي تصريحات صفوي في سياق اعتاد فيه بعض المسؤولين الإيرانيين على تصدير الأزمات الداخلية لخصوم外يين، من خلال "اتهام أطراف أخرى بالتآمر". هذا الأسلوب انكشف زيفه سابقًا ولا يصمد أمام الحقائق الميدانية والسياسية.
العلاقات الكردية-الإيرانية: بين التوازن والانزعاج
رغم تصاعد وتيرة القصف الإيراني في السابق على مناطق حدودية بحجة استهداف جماعات كردية معارضة، إلا أن حكومة إقليم كردستان نجحت في تهدئة التوترات عبر الالتزام بالاتفاق الأمني الموقع في أيلول 2023. هذا الاتفاق ينص على تفكيك مقرات المعارضة ونقلها بعيدًا عن الحدود الإيرانية.
خيوط الحرب الباردة بين طهران وأربيل
يرى مراقبون أن التصريحات الإيرانية المتناقضة تجاه الإقليم تعبّر عن تباين داخلي في طهران بين جناحين: أحدهما دبلوماسي يسعى لتثبيت الاستقرار على حدود كردستان، وآخر أمني-عسكري يتعامل مع الملف من زاوية الشك والتهديد. ويُعتقد أن الموقف الحالي يعكس ارتباكًا إيرانيًا داخليًا بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ومحاولة لفرض معادلات ردع استباقية في الإقليم.
استمرار التهديدات الإيرانية
في كل الأحوال، يشير تصريح صفوي إلى أن إقليم كردستان – رغم التطمينات – ما يزال في مرمى "النيران غير المباشرة" للسياسة الإيرانية، وسط توازن حساس بين المصالح المشتركة ومخاوف طهران الأمنية. يبقى الوضع متوترًا، مع احتمال تصاعد التوترات في أي момент.

