اكتب مقالاً عن
بغداد – واع
حوار: أحمد سميسم
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تصوير: حسين الونان
تعدّ الفنانة الكويتية حياة الفهد، واحدة من أبرز رموز الفن الخليجي والعربي، واسماً فنياً لامعاً في سماء الدراما التلفزيونية والمسرحية لعقود من الزمن، واستطاعت منذ بداياتها أن تحفر لنفسها مكانة مميزة بموهبتها الفذة وحضورها الآسر وقدرتها الاستثنائية على تجسيد شخصيات متنوعة بواقعية وصدق، تُعرف بلقب “سيدة الشاشة الخليجية”، وهي من أوائل النساء اللواتي شاركن في صناعة الفن بالكويت ليس فقط كممثلة بل أيضًا ككاتبة ومنتجة، ما جعلها من رواد الحركة الفنية في الخليج عبر مسيرتها الطويلة التي امتدت لعقود من الزمن، قدمت حياة الفهد أعمالاً خالدة شكّلت جزءاً من الذاكرة الفنية العربية، وظلّت رمزاً للعطاء والإبداع والالتزام الفني.
وكالة الأنباء العراقية التقت الفنانة القديرة، حياة الفهد خلال زيارتها الى بغداد لحضور مهرجان اوتنابشتم الدولي.
* ما الشعور الذي انتابك حين وطأت قدمك أرض العراق بعد غياب لعقود.
– هذه زيارتي الثانية إلى العراق بعد زيارتي الأولى عام 1989، أخبئ شوقاً كبيراً الى العراق والعراقيين الأصلاء على مدى عقود من الزمن، وقد أسعدني كثيراً حفاوة الاستقبال، كما أدهشني ما شهدته بغداد من تطور عمراني وجمال في شوارعها، أنا اليوم في قلب بغداد بمناسبة تكريمي في مهرجان أوتنابشتم الدولي، ببادرة طيبة من الصديق العزيز رئيس المهرجان، فريد لفتة، وكذلك مدير المهرجان ،الأخ حسين الطائي تغمرني السعادة بلقاء إخوتي الفنانين العراقيين، وأتمنى أن تبقى هذه المحبة والجمعة دائمتين، وأن يظل العراق وجهة للمهرجانات والسياح.
* دخولك الفن لم يكن يسيراً فقد واجهتي رفضاً قاطعاً من والدتك دخولك الفن حتى وصل الأمر الى أنك اضربت عن الطعام حدثيني؟
– هذا صحيح دخولي الفن لم يكن يسيراً ولم أجد طريقاً معبداً يوصلني الى الفن فقد واجهت رفضاً من والدتي تجاه دخولي مجال الفن لكن كان لدي الإصرار والعزيمة والرغبة الملحة على تحقيق حلمي في الفن، لذا أنا أعتقد أنني لو لم أدخل مجال الفن لم يكن لوجودي أهمية لذا الفن منحني سبباً للوجود، وبعد محاولات وافقت والدتي على رغبتي بأن أعمل في مجال الفن.
* ما الشرارة الأولى التي وجهت بوصلتك نحو الفن وليس سواه؟
– كان ذلك عندما حضرت عرضاً سينمائياً لأول فيلم لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في سينما الشرقية بالكويت فكان عمري لا يتجاوز الثماني سنوات، فكان عرضاً مدهشاً وغريباً بالنسبة لي، فمنذ تلك اللحظة تعلق قلبي بالفن من دون ان أشعر ولم أدرك بأني سوف أصبح ممثلة معروفة، وبعدها أصبحت أتردد على السينما وأطلب من والدتي ان تأخذني الى دور السينما لمشاهدة الأفلام التي غالبا ما كانت أفلاماً هندية عربية وبعد مشاهدتي ادخل في جو التقليد لما شاهدته من أدوار الفنانين حال وصولي الى البيت أمام المرآة!
* ما بين الشعر والإعلام والتأليف والتمثيل والإنتاج هل أردت أن تمسكي بأكثر من تفاحة بيد واحد؟
– أنا لست شاعرة ولا أدعي ذلك لكن لدي محاولات في كتابة الشعر الشعبي والنثر، أما التأليف الدرامي فهو هوايتي المحببة بعد التمثيل وأصبحت مهنة بالنسبة لي، أكتب ما يدور في ذهني من تطلعات وأفكار واقعية وليست خيالية لتكون أعمالاً درامية أكثر إقناعاً وتأثيراً، وآخر عمل كتبته وأنتجته كان مسلسل (بياعة النخي) عام 2015.
* بعد هذا المشوار الطويل الحافل بالإبداع هل هناك شخصية ما تتوقين الى تجسيدها؟
– أنا جسدت أغلب الشخصيات خلال مسيرتي الفنية، لكن هناك شخصيات أود أن أجسدها لكنها تعد خطاً أحمر في الإعلام والرقابة فضلاً عن الرقابة الذاتية لنفسي، من تلك الشخصيات مثلاً المرأة القاسية التي تقتل أبناءها والمرأة المدمنة، هذه الشخصيات تمتلك قصصاً عميقة وعجيبة وفيها أحداث يشيب لها الرأس لكن لا أستطيع تجسيدها للأسباب التي ذكرتها.
* هل هناك عمل فني عراقي باقٍ في ذاكرتك؟
– مسرحية (بيت وخمس بيبان) أعجبتني كثيراً وأتمنى أن يعاد عرضها مجدداً.
* ما الذي منحك إياه الفن؟
– منحني القناعة والراحة النفسية والنشاط، وأنا راضية عما قدمته من أعمال فنية، لكن لا يخلوا الأمر من تقديم أعمال غير مقتنعة بها بحكم الظروف التي طرأت حينها وهذا وارد في العمل الفني والأعمال التي أقصدها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
* لو القدر لم يسمح لك بأن تكوني فنانة ماذا من الممكن أن تعملي؟
– مربية أطفال في الروضة، عشقي أن أكون قريبة من الأطفال، أتمنى لو كانت لدي القدرة على أن افتح داراً كبيرة مخصصة لأطفال العالم من اليتامى فسأكون في غاية السعادة، وبالطبع لدينا دور كثيرة للأطفال وللمسنين في الكويت تقوم بواجباتها بكل تفانٍ وإخلاص.
* ما السر وراء بقاء دورك (خالتي قماشة) في الذاكرة حتى الآن على الرغم من مرور42 عاماً على تجسيده؟
– فكرة المسلسل كانت جديدة والتي تتحدث عن كاميرات المراقبة في المنازل، العمل أنتج عام 1982 حيث لم تكن كاميرات المراقبة منتشرة آن ذاك وكانت حالة نادرة، لذلك فكرة المسلسل كانت غريبة وغير مستهلكة، وأنا رفضت ان أشارك في المسلسل لأني كنت غير مقتنعة بالفكرة واعتبرتها من الخيال لكن بعدها أقنعني كادر المسلسل على الاشتراك وتفاجأت ان العمل حقق حضوراً لافتًا في العالم العربي.
* ما أهم منعطف في حياتك الفنية؟
– اتجاهي الى كتابة النصوص الدرامية كان منعطفاً مهماً في حياتي، واستغرق فترة طويلة في الكتابة تصل الى سنة أو سنتين أكتب ما يجول في خاطري من أفكار وتطلعات من قلب الواقع والمجتمع.
* هل هناك دور لغيرك من الفنانين تمنيت لو أنك قمت بتأديته؟
– ربما دور هند بنت عتبة في فيلم الرسالة التي جسدته الفنانة الكبيرة منى واصف، لكنها أبدعت في الأداء بشكل مبهر.
* أخيرا كيف رأيت مهرجان أوتنابشتم الدولي خلال تواجدك كضيفة شرف؟
– مهرجان جميل واسمه غير متداول، حينما وصلتني الدعوة ورأيت صور دورات المهرجان السابقة أعجبني وقررت أن أكون بين أهلي العراقيين في مهرجان أوتنابشتم، بالطبع المهرجانات كثيرة لكنها تفرق من واحد لآخر من حيث القيمة ورسالة المهرجان وهويته التأريخية، أحيي رئيس المهرجان، فريد لفتة ومدير المهرجان، حسين الطائي فضلاً عن الأخ، مصطفى الربيعي الذي بذل جهداً كبيراً في الاستعدادات الفنية للمهرجان، عشت أياماً جميلة لا تنسى خلال تواجدي في بغداد، الشكر موصول لجنابك على إدارة الحوار.
باللغة العربية لتسهيل قراءته. حدّد المحتوى باستخدام عناوين أو عناوين فرعية مناسبة (h1، h2، h3، h4، h5، h6) واجعله فريدًا. احذف العنوان. يجب أن يكون المقال فريدًا فقط، ولا أريد إضافة أي معلومات إضافية أو نص جاهز، مثل: “هذه المقالة عبارة عن إعادة صياغة”: أو “هذا المحتوى عبارة عن إعادة صياغة”:

