منشأة فوردو النووية: المعقل السري تحت الجبال
خلفية المنشأة
منشأة فوردو النووية هي واحدة من أكثر المنشآت النووية تحصيناً وسرية في الشرق الأوسط، وتقع في عمق جبل قرب مدينة قم شمال طهران. تم تصميمها خصيصاً لتحمل الهجمات العسكرية، وتُعد بمثابة معقل استراتيجي في قلب المشروع النووي الإيراني المثير للجدل.
تاريخ المنشأة
بدء بناء منشأة فوردو بشكل سري في أوائل القرن 21، وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني. ظلت المنشأة طي الكتمان حتى سبتمبر 2009، حين أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اكتشاف المنشأة بشكل مشترك، متهمين إيران بإخفاء موقع ثاني لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
موقع المنشأة
تقع منشأة فوردو قرب القرية التي تحمل الاسم نفسه، على بعد نحو 32 كيلومتراً جنوب مدينة قم، في تضاريس جبلية وعرة من سلسلة جبال ألبرز. الموقع مدفون في عمق جبل يتكون من طبقات حماية طبيعية وصناعية، ما يجعله أكثر أماناً بكثير من المنشآت المشيدة على سطح الأرض.
مهام المنشأة
الغرض المعلن من منشأة فوردو هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الطاقة النووية. صُمّمت لتضم نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، من طراز "IR-1"، موزعة في سلسلتين أساسيتين من التخصيب. وبموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله.
التخصيب النووي
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، وبدأت تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز "IR-6". وصلت إيران إلى تخصيب اليورانيوم داخل "فوردو" بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من نسبة 90% المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، ما أثار قلقاً بالغاً لدى القوى الغربية.
التحصين والمخاطر
يتمتع موقع "فوردو" بمكانة خاصة داخل البنية النووية الإيرانية، خاصة أن موقعه العميق داخل جبل يجعله من أصعب الأهداف القابلة للتدمير في الترسانة النووية الإيرانية. يقع على عمق يقترب من 100 متر في جبل صخري، ما يجعل تدميره بالقنابل التقليدية أمراً شبه مستحيل.

