مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي: عالم من الأفلام ونشاط سينمائي في قلب المدينة
مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي يعد واحدًا من أهم الأحداث السينمائية التي تعزز النشاط السينمائي في المدينة، حيث يقدم تجربة فريدة لعشاق السينما من جميع أنحاء العالم. في دورته الـ27، يمتد المهرجان عبر المدينة الشاسعة، مع عرض ما يقرب من ألف فيلم من مختلف أنحاء العالم. يتم عرض كل فيلم على الأقل مرتين، وأحيانًا يتجاوز عدد العروض ذلك إذا كان هناك إقبال كبير عليه.
إقبال الجمهور والتنوع الثقافي
رغم أن سعر تذكرة المهرجان يبلغ ضعف سعر التذكرة العادية للسينما، إلا أن الإقبال على عروض المهرجان يبقى كثيفًا ويتزايد عامًا بعد آخر. هذه الظاهرة تعكس الشغف والعطش لدى الجمهور الصيني، خاصة الأجيال الشابة، للتعرف على العالم والثقافات المختلفة. هذا النشاط السينمائي يسلط الضوء على أهمية الفن السينمائي في تسهيل الحوار الثقافي والتفاهم بين الشعوب.
المشاركة العربية في المهرجان
على الرغم من العدد الكبير من الأفلام المشاركة، فإن الملاحظة التي تبرز هي قلة الأفلام العربية في المهرجان، خاصة في الأقسام المسابقة الرسمية. يشارك فيها پنجة أفلام عربية، منها فيلمان لفلسطين وفيلم واحد لكل من لبنان والصومال وتونس. من بين هذه المشاركات، يبرز فيلم "اللي باقي منك" للمخرجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعبس، الذي يُظهر حياة عائلة فلسطينية على مدار أجيال منذ النكبة وحتى الآن.
فيلم "القرية المجاورة للجنة"
أما الفيلم الصومالي "القرية المجاورة للجنة"، فهو يعكس الواقعية الصومالية بطرق مؤثرة، حيث يتبع معاناة عائلة صغيرة في إحدى القرى البائسة. رغم بطئ الفيلم وكآبته، إلا أنه يكتسب تأثيرًا متزايداً مع تطور الأحداث في الشرق الأوسط. يُظهر الفيلم موهبة المخرج مو هارواي في سرد القصص الواقعية الهادئة، مع تصوير محكم لمدير التصوير المصري مصطفى الكاشف.
فيلم "نحنا في الداخل"
يُعتبر فيلم "نحنا في الداخل" لفرح قاسم فيلمًا وثائقيًا شخصيًا يسلط الضوء على علاقتها مع والدها المسن المريض. تقوم المخرجة بالتقاط لحظات حياتها معه وتعكس تطور العلاقة بينهما. الفيلم يُظهر التزام فرح بالحفاظ على ميراثها العائلي وتقديرها للجيل السابق.
باختصار، يُعتبر مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي منصة هامة لتعزيز الفن السينمائي والثقافة، حيث يقدم فرصة فريدة لمشاهدة أفلام متنوعة من جميع أنحاء العالم. رغم قلة المشاركات العربية، إلا أن الأفلام المشاركة تعكس تنوعًا ثقافيًا وجماليًا يضيف إلى غنى المهرجان.

